بالتزامن مع التطور الأمني الخطير الذي شهدته إحدى ضواحي العاصمة الإيرانية طهران، أول من أمس، حيث وقع انفجار في قاعدة عسكرية للحرس الثوري أدى الى سقوط 17 قتيلاً، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولايات المتحدة وروسيا ستحاولان إيجاد «رد مشترك» على برنامج إيران النووي، فيما رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن المجتمع الدولي ملزم بوقف سباق حصول إيران على سلاح نووي قبل فوات الأوان.
وفي طهران، أعلن الحرس الثوري الإيراني (الباسدران) أمس على موقعه الإلكتروني، أن مؤسس سلاح المدفعية والقوات البالستية في الحرس، الجنرال حسن مقدم، قُتل في الانفجار الذي وقع أول من أمس في مخزن ذخيرة قرب طهران. وأضاف الحرس الثوري الإيراني في بيان له إن الذي قتل في الانفجار «كان مسؤولاً عن الأبحاث الصناعية الرامية الى ضمان الاكتفاء الذاتي لـلباسدران في مجال التسلح. وكان قبل ذلك مؤسس وحدات المدفعية والقوة البالستية في الحرس الثوري». وأعلنت السلطات أن الانفجار العرضي لمخزن ذخيرة في قاعدة للحرس الثوري في بدجانة في ضاحية طهران الجنوبية الغربية، أدى إلى سقوط 17 قتيلاً و23 جريحاً.
وأكد المتحدث باسم «الباسدران»، الجنرال رمضان شريف، أن الانفجار وقع أثناء نقل ذخائر.
من جهته، أعلن النائب عن المنطقة التي تقع فيها القاعدة، حسين غروسي، أن «هذا الحادث غير مرتبط بعمل سياسي أو تخريبي»، مضيفاً إن «كمية كبيرة من الذخائر انفجرت».
من جهة ثانية، أعلن مكتب أمين مجلس مصلحة النظام في إيران، القائد الأسبق لقوات الحرس الثوري الإیراني، محسن رضائي، خبر وفاة نجله أحمد رضائي في فندق «غلوریا» في دبي. ونقل موقع «تابناك» الإخباري التابع لرضائي أن الحادث «تعتريه الشكوك والشبهات، ومن الممكن أن يكون عملية اغتيال».
وفي أول رد فعل على انفجار المخزن الإيراني، تمنى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، تكرار التفجيرات في معسكرات الجيش الإيراني.
وقال باراك خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي عن الضرر الذي لحق بالقاعدة العسكرية الإيرانية إنه «إلى أي حد؟ لا أعرف.. لكن فليكثر من أمثاله».
في هذا الوقت، بحثت الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماعها أمس تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية الذي صدر الأسبوع الماضي بشأن إيران، وجاء فيه أن البرنامج النووي الإيراني يشمل مركبات عسكرية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله خلال الاجتماع، إن «إيران قريبة إلى القنبلة أكثر مما يُعتقد»، مضيفاً إنه «كتبت في التقرير فقط الأمور التي بالإمكان إثباتها، أي الحقائق التي يمكن طرحها أمام محكمة، والواقع هو أن هناك أموراً كثيرة أخرى لا نراها».
في غضون ذلك، كشفت صحيفة «صندي تلغراف» أمس أن إسرائيل رفضت طمأنة الرئيس الأميركي إلى أنها ستطلعه قبل أي ضربة وقائية يمكن أن تشنها ضد قدرات إيران النووية. وقالت الصحيفة إن هذا الموقف يثير مخاوف من أن إسرائيل قد تكون تخطط لشن هجوم على نحو منفرد الصيف المقبل على أقرب تقدير.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الكشف جاء على لسان مصدر مطلع على الاجتماع السري بين كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين ونتنياهو، ونقلت قوله «إن نتنياهو ووزير دفاعه نفيا التخطيط لتنفيذ عمل عسكري أو قولهما إنه بات وشيكاً، كما أنهما لم يقدّما أي ضمانات بأن إسرائيل ستسعى أولاً إلى الحصول على إذن من الولايات المتحدة أو حتى إبلاغ البيت الأبيض مقدماً قبل الإقدام على أي عمل عسكري ضد إيران». وأضافت إن أوباما أمر أجهزة استخبارات بلاده بتكثيف عمليات مراقبة إسرائيل لجمع أدلة بشأن نياتها حيال إيران، بعد انزعاجه من رد نتنياهو.
وفي سياق متصل، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن رجل أعمال عربي يقيم علاقات تجارية في إيران وإسرائيل، قوله إنه تنامى إلى علمه لدى وجوده في إيران قبل أيام معدودة أن رجال أعمال إيرانيين يحملون جوازات سفر أوروبية غادروا إيران خوفاً من «ضربة هائلة» ستدمر العاصمة طهران.
وفي ولاية هاواي الأميركية، التقى الرئيس الأميركي نظيريه الروسي ديمتري مدفيديف، والصيني هو جنتاو، عشية قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك).
وقال أوباما بعد لقاء مع مدفيديف إن الولايات المتحدة وروسيا «أكدتا من جديد عزمهما على العمل من أجل إيجاد رد مشترك لدفع إيران الى الوفاء بالتزاماتها الدولية في ما يتعلق ببرنامجها النووي». وتطرق أوباما علناً أيضاً الى موضوع إيران قبل لقائه الرئيس الصيني، حيث دعا الى «جهود لضمان أن دولاً مثل إيران تلتزم بالقانون والأعراف الدولية».
من جهته، قال مدفيديف للصحافيين إن الجانبين بحثا موضوع إيران، لكن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، بن رودس، أكد أن «روسيا والصين أعلنتا أنهما لا تريدان انتشار أسلحة نووية في إيران أو في دولة أخرى جديدة»، مضيفاً إنهما «لا تزالان ملتزمتين بالجهود الدبلوماسية لدعوة إيران إلى الوفاء بالتزاماتها».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «ليس هناك اختلاف على ضرورة وفاء إيران بالتزاماتها الدولية، أو أي حديث عن خلافات بخصوص تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
في هذه الأثناء، أكّد نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، عدم جواز أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها على موقعها الإلكتروني، أن بوغدانوف أجرى في طهران، مشاورات سياسية مع وزير الخارجية علي أكبر صالحي، ومع نائبه للشؤون العربية والأفريقية أمير عبد اللهيان ونائبه لشؤون آسيا والمحيط الهادي محمد علي فتح الله. وأوضحت الخارجية الروسية أنه جرى خلال المناقشات «تأكيد عدم جواز أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة»، لافتة الى أن الجانب الروسي «أكّد تمسكه بضرورة حل الأزمات بطرق سلمية على أساس حوار وطني عريض».
في المقابل، ورداً على التقرير الأخير للمدير العام لوكالة الطاقة، يوكيا أمانو، أعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني)، علي لاريجاني، أن «المجلس يرى من الضروري أن يدرس مرة أخرى كيفية تعامل إيران مع الوكالة الدولية».
وفي السياق، أعلن الطلبة الإيرانيون وأهالي أصفهان عزمهم على تكوين سلسلة بشرية أمام منشآت (UCF) النووية، وذلك دعماً وتأييداً لبرنامج بلادهم النووي السلمي، وتنديداً بتقرير وكالة الطاقة.
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي، مهر، فارس)