في الوقت الذي حذر فيه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الايرانية علي خامنئي من أن أي اعتداء على بلاده سيواجه بـ«صفعات قوية وقبضات فلولاذية»، دعا رئیس مجلس الشورى، علي لاریجاني، الى عدم الاستخفاف بالتهدیدات ضد بلاده، لكنه أشار إلى «ان الأعداء یسعون الآن الی اثارة الرعب ولا ینبغي اخذ تهدیداتهم بالكثیر من الجدیة».
وقال خامنئي، في احتفال تخريج ضباط الكلية العسكرية للجيش الإيراني في طهران، «إن الشعب الإيراني الصامد ليس شعباً ينظر فقط الى تهديدات القوى المعادية المهترئة من دون فعل أي شيء»، مضيفاً «ان اية جهة يخطر على بالها الاعتداء على الجمهورية الإسلامية الايرانية يجب ان تستعد لتلقي الصفعات القوية والقبضات الفولاذية للجيش والحرس الثوري وقوات التعبئة والشعب الإيراني الكبير».
وتابع مرشد الجمهورية الإسلامية «ان على الأعداء، وخصوصاً اميركا وعملاءها والكيان الإسرائيلي، أن يعلموا ان الشعب الإيراني لم يكن يوماً بصدد الاعتداء على اية دولة او شعب، لكنه سيواجه اي اعتداء او حتى تهديد بمنتهى القوة وبنحو يدمر المعتدين ويتسبب في انهيارهم من الداخل». وفي السياق نفسه، حذر نائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي باقري، أثناء زيارته الى موسكو، اسرائيل من التفكير بمهاجمة ايران قائلاً «إذا سمح الكيان الصهيوني لنفسه بارتكاب مثل هذا الخطأ فسيثور تساؤل بشأن وجوده.. سؤال ليس عن شرعيته بل عن وجوده».
من جهته، قال رئيس البرلمان الإيراني، خلال زيارة لمدینة سمنان وسط ايران، إن امكانات إيران وقدراتها واوضاع المنطقة وظروف الدول الغربیة «لا تسمح بتنفیذ التهدیدات التي تطلق بصوت عال». ورأى أن «ان الضجة التي یثیرها الأعداء غیر جدیة». وفي موقف دولي لافت، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لإيجاد حل دبلوماسي للمواجهة النووية مع طهران في رد فعل فيما يبدو على تكهنات في وسائل الاعلام بأن إسرائيل قد تشن هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، مارتن نيسيركي «كرر الأمين العام اعتقاده بأن إيجاد حل قائم على التفاوض وليس حلاً عسكرياً هو السبيل الوحيد لحل هذه القضية».
وفي باريس، أعلن وزير التعاون الفرنسي هنري دو رينكور، خلال جلسة مساءلة في مجلس الشيوخ، أن فرنسا تنتهج مع شركائها توجهاً مزدوجاً يقضي باعتماد الحوار والحزم مع طهران. وقال «ما زلنا مستعدين لإجراء» الحوار. واضاف «لكن في الوقت نفسه، ليس لدينا خيار آخر سوى طلب ممارسة ضغط دبلوماسي متزايد من خلال تعزيز العقوبات».
وفي السياق نفسه، قال مسؤول فرنسي، طلب التكتم على هويته، إن العقوبات الجديدة يفترض ان تشمل «النفط» وتفرض قيوداً جديدة على المعاملات المالية الإيرانية. وأعرب عن امله في ان تدفع العقوبات الجديدة طهران إلى الجلوس في نهاية المطاف الى طاولة المفاوضات. لكن مسؤولاً آخر أكد انه «لم نصل بعد الى هذه المرحلة» من الاتفاق على العقوبات، مشيراً الى وجود «رزمة» من التدابير التي «يمكن ان تؤذي النظام الإيراني».
وكان دبلوماسيان في الاتحاد الأوروبي قد قالا إنه ربما يتم التوصل إلى صيغة نهائية بهذا الصدد بحلول اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل في الأول من كانون الأول المقبل.
وأضاف الدبلوماسيان أن هناك مخاوف في بعض العواصم من أن العقوبات التي تستهدف قطاع النفط قد تلحق الضرر بمصالحها الاقتصادية.
في هذه الاثناء، تحدث مصدر أوروبي عن امكانية «التعرض للبنك المركزي الإيراني... ما يجعل أي تبادل مالي مع ايران أمراً معقداً».
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الروسية ان روسيا والصين، اتفقتا على ان ايران لا ينبغي ان تخضع لعقوبات جديدة بشأن برنامجها النووي.

من جهة ثانية، وضع مرشح الرئاسة الأميركية الجمهوري المحتمل، ميت رومني، خطاً أحمر في سياسته الخارجية، قائلاً انه لن يسمح لإيران في حالة انتخابه بتطوير أسلحة نووية.
وقال رومني، الذي يتصدر بعض استطلاعات الرأي كمرشح للحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الاميركية المقبلة التي تجرى عام 2012، انه سيكون على استعداد للعمل مع حلفاء أميركا للتوصل الى حل دبلوماسي، لكنه سيكون أيضا مستعداً للعمل منفرداً اذا لزم الأمر لمنع ايران من امتلاك البرنامج النووي.
وكتب رومني في مقال للرأي في «وول ستريت جورنال» مردداً قولاً لاتينياً شهيراً، قائلاً «هذه عبارة لاتينية لكن رجال الدين الايرانيين لن يجدوا صعوبة في فهم معناها من إدارة رومني: اذا أردت السلام فاستعد للحرب».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)