تتصاعد وتيرة التهديدات بين طهران والغرب في الأيام الأخيرة، التي وصلت الى مرحلة وضع خطط في كل من واشنطن ولندن لمهاجمة إيران، حسبما كشفت صحيفة «ديلي ميل» أمس، فيما حذّرت الجمهورية الإسلامية الولايات المتحدة من مغبة وضع نفسها على «مسار تصادمي» معها، مبدية استعدادها «لمواجهة الأسوأ». وغداة تحذير الحكومة البريطانية بإبقاء خياراتها مفتوحة في ما يتعلق بعمل عسكري ضد إيران، ذكرت الصحيفة البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأميركي باراك أوباما، يستعدان للحرب بعد تواتر تقارير تفيد بأن إيران تملك الآن ما يكفي من اليورانيوم المخصّب لإنتاج أربعة أسلحة نووية. وأضافت إن نظام الرئيس محمود أحمدي نجاد في طهران رُبط بثلاث مؤامرات اغتيال على أرض أجنبية، وفقاً لمسؤولين بريطانيين رفيعي المستوى.
ومن المرجح أن توافق بريطانيا على أي قرار تعتمده الولايات المتحدة لغزو إيران، حسبما تضيف الصحيفة، التي أشارت الى تعليمات صادرة عن حكومة بريطانيا إلى وحدة خاصة في وزارة الدفاع، للعمل على وضع استراتيجية للمملكة المتحدة إذا قررت إشراك الجيش البريطاني في غزو إيران، على الرغم من أن الوزارة وصلت إلى نقطة الانكسار بسبب الخفوضات في ميزانيتها والحرب في أفغانستان وليبيا. ولفتت الصحيفة إلى أن مخططي الحرب البريطانيين سينظرون في إمكان نشر السفن الحربية وغواصات سلاح البحرية الملكي البريطاني المزودة بصواريخ كروز، ومقاتلات سلاح الجو الملكي المزودة بقنابل وصواريخ موجهة بالليزر، وطائرات للمراقبة والتزود بالوقود في الجو.
وأشارت إلى أن مسؤولين كباراً في الحكومة البريطانية أبدوا دهشتهم من «النهج العدواني الجديد لإيران من دون معرفة الأسباب». ونسبت الصحيفة إلى متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية قوله «إن الحكومة البريطانية تعتقد أن استراتيجيا المسار المزدوج من الضغط والانخراط، هي أفضل نهج للتصدي لتهديد البرنامج النووي الإيراني وتجنب الصراعات الإقليمية». وأضاف المتحدث «نريد التوصل إلى حل تفاوضي، مع إبقاء كل الخيارات على الطاولة».
وقالت «ديلي ميل» إن الاستخبارات الغربية اقترحت أيضاً بأن إيران تخفي مواد لبرنامج سري للتسلح النووي في مخابئ محصنة لا يمكن تدميرها بواسطة الصواريخ التقليدية. وأضافت إن من المرجح أن أوباما لا يرغب في مهاجمة إيران في السنة الانتخابية العام المقبل، لكن إدارته قد تواجه ضغوطاً من جانب إسرائيل إذا لم يجرِ وقف برنامج إيران النووي.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية قد كشفت في عطلة نهاية الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة تدرس بناء وجودها العسكري في الشرق الأوسط، وإرسال المزيد من السفن الحربية، وتوسيع نطاق علاقاتها العسكرية مع الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات وسلطنة عمان.
في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض الأميركي أن التقرير الذي ستصدره الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة عن إيران الأسبوع المقبل، سيكون نقطة مهمة للعالم لتقويم ما إذا كانت إيران تفي بالتزاماتها.
وكان الرئيس الأميركي قد قال، في وقت سابق، «من المقرر أن تنشر الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريراً عن برنامج إيران النووي الأسبوع المقبل، واتفق الرئيس (الفرنسي نيكولا) ساركوزي معي على ضرورة ممارسة ضغط لم يسبق له مثيل على إيران كي تفي بالتزاماتها».
في المقابل، ورداً على أنباء تفيد بأن واشنطن تصعّد خططها لشن ضربة ضد إيران بسبب برنامجها النووي، قال وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، إن «الولايات المتحدة فقدت مع الأسف الحكمة والتعقل في التعامل مع القضايا الدولية، وأصبحت تعتمد على القوة فقط».
وأضاف إن الأميركيين «فقدوا المنطقية. نحن مستعدون للأسوأ لكننا نأمل أن يفكّروا مرتين قبل أن يضعوا أنفسهم على مسار تصادمي مع إيران».
(أ ف ب، رويترز)