لم تدم التكهّنات طويلاً، وكما كان متوقعاً، أُعلن مساء أمس تعيين الأمير نايف بن عبد العزيز وليّاً للعهد، خلفاً لشقيقه الأمير سلطان الذي توفي السبت الماضي في نيويورك. وأعلن الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، في بيان، تعيين وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وليّ عهد جديداً، مع احتفاظه بحقيبة الداخلية في المملكة. وأفاد بيان الديوان الملكي بأن الملك «قرر وأبلغ هيئة البيعة تعيين الأمير نايف ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية». لكن البيان لم يتطرق الى وزارة الدفاع التي لا تزال شاغرة إثر وفاة الأمير سلطان.
ومنذ وفاة ولي العهد السابق في نيويورك السبت الماضي، بدا الأمير نايف (78 عاماً)، وهو شقيق ولي العهد الراحل وأخٌ غير شقيق للملك، الأوفر حظاً لتولي المنصب، وخصوصاً بعد تعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء في آذار/ مارس 2009.
وقرر الملك تسمية الأمير نايف، وأحال الأمر الى هيئة البيعة التي كان قد أمر بتشكيلها قبل خمسة أعوام بالضبط. وأكد البيان أن الملك عبد الله طلب من أعضاء هيئة البيعة البالغ عددهم 35 أميراً «مبايعة الأمير نايف».
وقال مراقبون إن صدور هذا القرار بهذه السرعة ـــــ مع أن المهلة المحددة له هي 30 يوماً ـــــ يعكس إجماعاً داخل العائلة المالكة السعودية، ولا سيما أن نايف يعدّ من مراكز القوة في المملكة، إذ يشرف على محاربة تنظيم القاعدة في المملكة التي تتبع نهجاً محافظاً. ويرى كثيرون أن الأمير نايف أكثر صرامة من الملك عبد الله (87 عاماً) الإصلاحي الحذر، لكنه في الواقع براغماتي يرغب في وصف نفسه بأنه في خدمة الملك.
والأمير نايف، الذي يواجه بعض المتاعب الصحية، هو من «الأشقاء السبعة» الذين أنجبهم الملك المؤسس عبد العزيز من زوجته الأميرة حصة السديري، وأبرزهم الملك فهد والأمير سلطان الراحلان، وأمير منطقة الرياض الأمير سلمان.
يذكر أن عدم وجود دستور للمملكة جعل عملية انتقال السلطة تعتمد على التوافق بين الأقطاب النافذين من الأبناء الذكور للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الحديثة عام 1932. كما أن توريث الحكم لدى آل سعود يختلف عن باقي الأنظمة الوراثية العربية، في أن المُلك كان ينتقل خلال السنوات الماضية من الأخ إلى أحد الإخوة، لا من الأب إلى «أكبر الأبناء».
(الأخبار، رويترز)