بعد مرحلة التكهنات بشأن حقيقة تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية للاتفاق النووي مع إيران، نقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن الاستخبارات العسكرية «أمان» إشارتها إلى أن «أخطار (الاتفاق مع إيران) أكثر من فرصه».وكانت التكهّنات قد بلغت حدّ القول إن شعبة الاستخبارات العسكرية تلتزم الصمت وعدم إظهار موقفها التزاماً مع سياسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الهجومية ضد الاتفاق، وحتى لا تؤثر على سياسته التي يتبعها في مواجهة البيت الأبيض وفي ساحة الكونغرس.

لكنّ موقع «يديعوت» أضاف، استناداً إلى تقديرات وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات، أن الاتفاق ينطوي أيضاً على نقاط إيجابية. وتشمل هذه النقاط: أنه لن يكون لدى إيران برنامج نووي عسكري، في السنوات المقبلة، وأن الولايات المتحدة ستدير حواراً إقليمياً مع طهران، يتعلق بترتيب المسائل الإقليمية، وصولاً إلى تقدير الاستخبارات بأنّ إيران ستكون مكبوحة عن تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة ضد إسرائيل مثل تفجير السفارات.
في السياق، ترى الاستخبارات أن الأخطار التي ينطوي عليها الاتفاق، تشمل الخشية من أن يكون بداية سباق تسلّح نووي، يضم دولاً مثل السعودية ومصر، سيدفع دول المنطقة إلى تعزيز شراء الأسلحة التقليدية من الولايات المتحدة وفرنسا بمليارات الدولارات، من منظومات دفاعية ضد الطائرات وطائرات «اف 16»، كما فعل العراق. وتشمل مخاطر الاتفاق، الإقرار بحقيقة أن العالم بات ينظر إلى إيران كدولة شرعية وأنها لم تعد دولة منبوذة.
لكن ما لم ينقله موقع «يديعوت» هو تقدير الاستخبارات العسكرية لمفاعيل استرجاع إيران أموالها المجمّدة وانعكاس ذلك على مشاريعها الاقتصادية والعسكرية وعلى حلفائها في المنطقة. إلا أنه أكد أنه بعد توقيع الاتفاق، عزّزت الاستخبارات العسكرية جهودها من أجل الحصول على معلومات عن البرنامج النووي الإيراني.
لكن رغم ذلك، رأى موقع «يديعوت» انه في الوقت الذي يصعّد فيه نتنياهو من معارضته للاتفاق ويعبر عن ذلك من على كل منصة، بدأت في الجيش الإسرائيلي تخرج بعض الأصوات التي تتحدث عن نقاط إيجابية، إلى جانب وجود المخاطر التي يشير إليها القادة الإسرائيليون.
في سياق متصل، نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» (المقربة من نتنياهو) عن السفير الأميركي في تل أبيب، دان شابيرو، قوله إن الولايات المتحدة تولي أهمية كبيرة للدفاع عن إسرائيل من خطر الصواريخ البالستية، سواء من إيران أو سوريا أو لبنان. وأتت مواقف شابيرو، خلال زيارة قام بها إلى المدمّرة الأميركية «بورتر» التي ترسو في ميناء حيفا بعدما أنهت مناورة مشتركة مع سلاح البحر الإسرائيلي. وأعرب السفير الأميركي عن أمله أن تتواصل في الأيام القليلة المقبلة المحادثات بين واشنطن وتل أبيب، بشأن سبل تعميق التعاون الأمني لمواجهة الوضع الذي تبلور، بعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية.
(الأخبار)