خاص بالموقع- شدّدت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، خلال زيارتها لإسلام آباد، أمس، بعد فصل من التوتر بين البلدين، على أهمية الدور الباكستاني في تشجيع المصالحة في أفغانستان، داعيةً الى دخول كل الجماعات المسلحة في محادثات السلام، حتى تلك التي تتهمها بالإرهاب وسببت الأزمة الأخيرة بين الحليفين وهي شبكة «حقاني».وردّاً على سؤال، خلال لقاء مع باكستانيين، معظمهم من الشبان في إسلام آباد، عما إذا كانت تريد من باكستان أن تستخدم القوة العسكرية للقضاء على شبكة «حقاني» أم تجبرها على الدخول في مفاوضات، قالت كلينتون «أفضل الخيار الأخير».

وأضافت «نعتقد أن باكستان تتمتع لعدة أسباب بالقدرة إما على تشجيع الإرهابيين أو الضغط عليهم، ومن بينهم شبكة «حقاني» وحركة «طالبان» الأفغانية حتى تكون لديهم الرغبة في الدخول في عملية السلام، وهذا ما نتطلع إليه».
ثم أضافت كلينتون، خلال لقائها مع نظيرتها الباكستانية، هينا رباني كهر، «الآن، علينا أن نوجه اهتمامنا هنا إلى «طالبان» الباكستانية و«طالبان» الأفغانية و«حقاني» وجماعات إرهابية أخرى ونحاول ضمها الى عملية السلام، وإذا فشل هذا نمنعهم من ارتكاب المزيد من العنف وقتل المزيد من الأشخاص الأبرياء». لكنها عادت ووصفت شبكة «حقاني» بأنها «التهديد المشترك» ضد الولايات المتحدة وباكستان. وقالت إنه «يجب استهداف المسلحين من جانبي الحدود (الباكستانية الأفغانية)»، مضيفةً إن «باكستان قوية مهمة بالنسبة إلى الأمن الإقليمي».
وأوضحت أن الولايات المتحدة تتوقع من باكستان أفعالاً «في الأيام أو الأسابيع المقبلة، لا في الأشهر أو السنوات المقبلة، لأن أمامنا الكثير من العمل»، مؤكّدةً أن إسلام آباد «لها دور حاسم في دعم المصالحة الأفغانية ووضع حد للنزاع».
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الباكستانية إنه ينبغي حل سوء الفهم بين بلادها وواشنطن. وأقرّت بوجود ملاجئ آمنة للمسلحين على جانبي الحدود الباكستانية ـــــ الأفغانية. وقالت «هل الملاجئ الآمنة موجودة؟ نعم، موجودة على الجانبين. هل علينا التعاون؟ نعم. يمكننا التعاون أكثر وتحقيق نتائج أفضل».
ونفت كهر الاتهامات الأميركية بأن عناصر من استخباراتها يقدمون دعماً لشبكة «حقاني» وغيرها من الناشطين الأفغان. وأضافت «من غير الوارد أن تقدم أي مؤسسة باكستانية دعماً لمعاقل الإرهابيين. أريد أن أكون واضحة منعاً لأي التباس حول الموضوع».
وكانت الوزيرة الأميركية قد التقت بعد وصولها إلى إسلام آباد، أول من أمس، رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا جيلاني الذي رأى أن الاختلافات بين شركاء التحالف في الحرب ضد الإرهاب لا ينبغي أن تقوّض العلاقة الاستراتيجية المهمة لتعزيز المصالح المشتركة بين البلدين.
في المقابل، توعّد زعيم «طالبان» الباكستانية، مولوي فضل الله، الذي يعيش في أفغانستان بالعودة الى باكستان ليشن حرباً في معقله السابق في وادي سوات، وشكك في إخلاص الحكومة في محادثات السلام مع المتشددين. وقال المستشار المقرب منه، سراج الدين أحمد «لقد ضحينا بأرواحنا وتركنا ديارنا وقرانا من أجل الشريعة، وسنبذل ما في وسعنا حتى تنفذ الشريعة في منطقة ملاكاند وبقية باكستان».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)