لم تسجل بعد الأزمة المتوترة بين طهران والرياض، والتي قال أحمدي نجاد إنها مفتعلة من واشنطن، أي بوادر للتهدئة، بل لحقت أمس بريطانيا حليفتها أميركا في تنفيذ عقوبات بحق إيرانييناتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد واشنطن، أمس، بالسعي إلى خلق أزمة بين طهران والرياض، مشيراً إلى أن العلاقة الأميركية الإيرانية ليست في مسار المواجهة العسكرية، في وقت لحقت فيه بريطانيا الولايات المتحدة في عملية تجميد أصول إيرانيين مشتبه في تورطهم بمؤامرة الاغتيال المزعومة للسفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير.
وقال أحمدي نجاد، في مقابلة مع قناة «الجزيرة» القطرية، إن الاتهامات الأميركية لبلاده بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي، بُنيت على دليل خاطئ يهدف إلى إثارة نزاع بين السعودية وإيران وخلق بعض النزاعات والشقاق داخل إيران. وأكد أن المزاعم الأميركية لن تؤثر على علاقات إيران مع السعودية.
ورأى أن إيران والولايات المتحدة ليستا على مسار التصادم نحو مواجهة عسكرية، معرباً عن اعتقاده بأن هناك بعض الأشخاص في الإدارة الأميركية يتمنون حدوث هذا التصادم، ولكن «هناك عقلاء في الإدارة الأميركية ويعرفون أن عليهم عدم القيام بهذا».
وفي الوقت نفسه، أكّد نجاد أن بلاده لا تنوي «إجراء أي تحقيق» في الاتهامات، رغم أهميتها. وقال إن الولايات المتحدة سعت من خلال نشرها لهذه الاتهامات إلى صرف الانتباه عن المشكلات الاقتصادية التي تعانيها، وقال: «لسنا قلقين من التعبير عن معارضتنا، الإدارة الأميركية مخطئة. وهي قد تكون ترغب في تشتيت الانتباه عمّا يجري داخل الولايات المتحدة». وأضاف: «المشاكل الاقتصادية للولايات المتحدة خطيرة جداً، واتهام إيران لن يحل أياً منها». وأكّد أن بلاده ترفض ما يسمى «الإرهاب»؛ لأنه لا يتطابق مع مبادئها، لذلك لا يمكن أن تحاول اغتيال «سفير دولة صديقة». ورفض عرض الاتهامات الأميركية على مجلس الأمن؛ لأن «المنظمة الدولية خاضعة لسيطرة الولايات المتحدة التي تقف ضدنا منذ 30 عاماً». وتوجه إلى المسؤولين الأميركيين بالقول: «أبقوا تدخلكم لأنفسكم» قبل أن يوضح أن إيران «لطالما احترمت الشعب الأميركي، نحن نحبهم، نحن نحب الأميركيين».
بدوره، دعا وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الدول إلى عدم التسرع باتخاذ أي قرار تجاه بلاده يتعلق بالتهم الأميركية حول مؤامرة الاغتيال المزعومة. وقال إن بلاده «كانت ولا تزال ضحية الإرهاب، وهي في طليعة الدول التي تكافح هذه الظاهرة، حيث إن استراتيجيتها مبنية على إقامة علاقات مع دول المنطقة، ومنها المملكة السعودية».
من جهتها، رأت الخارجية الإيرانية أن هدف الاتهامات التي تساق ضدّ إيران في المجال النووي وحقوق الإنسان ومؤامرة الاغتيال سياسي للضغط على إيران. وقال المتحدث رامين مهمانبراست: «إنه سيناريو يرمي إلى ممارسة ضغوط على شعبنا». وأضاف أن «المسألة النووية ومسألة حقوق الإنسان والاتهام الجديد تثبت أنهم يسعون إلى هدف سياسي لفرض مزيد من الضغوط على إيران».
وكان المتحدث يعلق على صدور أول تقرير لأحمد شديد، المقرر الجديد للأمم المتحدة بشأن حقوق الإنسان في إيران، الذي سيعرض اليوم في الجمعية العامة وينتقد بشدة انتهاكات النظام الإيراني لحقوق الإنسان. ويتحدث هذا التقرير خصوصاً عن 300 عملية إعدام سرّية في إيران العام الماضي، وينتقد اعتقال مئات المعارضين منذ إعادة انتخاب الرئيس أحمدي نجاد.
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الخزانة البريطانية أنها جمّدت أصول خمسة إيرانيين لاشتباهها في تورطهم بمؤامرة الاغتيال، هم: منصور أربابصير وغلام شاكوري وحامد عبد اللاهي وعبد الرضا شهالي وقاسم سليماني. وتأتي الخطوة البريطانية في أعقاب تجميد الولايات المتحدة أصول الإيرانيين الخمسة على أراضيها.
نووياً، قال دبلوماسيون وخبراء أميركيون إن البرنامج النووي الإيراني يعاني عثرات جديدة تؤدي إلى قصور في الإنتاج. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن هؤلاء قولهم إن البرنامج النووي الإيراني الذي تعثر بصورة سيئة بعد الهجمات الإلكترونية العام الماضي، بدا محاطاً بمعدات ذات كفاءة منخفضة ونقص في قطع الغيار وبعض المشاكل الأخرى، في الوقت الذي تتزايد فيه وتيرة الجهود المبذولة لفرض عقوبات دولية على إيران.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)