يتجه وزراء الخارجية العرب لعقد اجتماع لبحث الأوضاع في سوريا، فيما جددت الصين دعوتها أمس سوريا إلى الوفاء أسرع بوعودها بإجراء إصلاحات ديموقراطيةأكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح أمس أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً لبحث الاوضاع في سوريا من دون تحديد موعد لهذا الاجتماع. وقال الصباح، في مؤتمر صحافي في الكويت، «سيكون هناك اجتماع لوزراء الخارجية العرب لبحث موضوع الأحداث في سوريا»، مشيراً إلى مشاورات تجرى لتحديد الوقت.
في غضون ذلك، جددت وزارة الخارجية الصينية دعوة السلطات السورية إلى الاسراع في عملية الاصلاح بالتزامن مع مدافعتها عن موقفها في مجلس الأمن الدولي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ليو وي مين، خلال إفادة صحافية معتادة «نعتقد أن على الحكومة السورية تنفيذ وعودها بالإصلاح بوتيرة أسرع، والبدء في أسرع وقت ممكن بعملية أكثر تمهلاً وتشمل كل الأطراف، ومن خلال الحوار حل القضايا على نحو ملائم»، مشيراً إلى أن بلاده «تدعم كل الجهود التي ستساعد على تحقيق تلك الأهداف وتعيد الاستقرار إلى سوريا». ودافع ليو عن قرار الصين في مجلس الأمن الدولي، قائلاً إن مسودة القرار «هددت بفرض عقوبات». وأضاف أن هذا «ليس في مصلحة استقرار سوريا»، مؤكداً في الوقت نفسه أن الصين «تعير انتباهاً كبيراً للتطورات في سوريا وتعارض أي لجوء لاستخدام العنف ولا ترغب في رؤية المزيد من سفك الدماء وسقوط الضحايا».
في غضون ذلك، شدد وزير خارجية ماليزيا انيفة امان، خلال لقاء جمعه بمستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان أول من أمس، على رفض بلاده «أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في سوريا»، موضحاً أن ما «تتعرض له سوريا من مخططات تستهدف النيل من استقرارها وأمنها ودورها الوطني والقومي عبر بث الأكاذيب وتشويه الحقائق وتمويل عمليات إرهابية تستهدف المواطنين الأبرياء وقوات الجيش والأمن».
بدورها، أعربت شعبان عن أسفها لبناء بعض الدول مواقفها على أساس تقارير إعلامية غير صحيحة. وأشادت بالموقفين الروسي والصيني في مجلس الأمن، مضيفة أن هذا الموقف يشكل دعماً كبيراً لإتمام عملية الإصلاح في سورية. كذلك نوهت «بالموقف الماليزي الموضوعي تجاه ما يحدث في سوريا»، فيما أعربت عن أملها لو أن «رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بنى تصريحاته (حول سوريا) على أسس واقعية بدل أن يعتمد على ما يراه ويقرأه في وسائل الإعلام».
في موازاة ذلك، نقل التلفزيون السوري عن عدد من أعضاء وفد تجمع «دول البا» الذي زار سوريا، تأكيده الوقوف إلى جانب سوريا في وجه التدخل الخارجي. وأكد وزير خارجية فنزويلا، نيكولاس مادورو، أن ما رآه وفد تجمع دول البا «في شوارع دمشق يفند ما تتناقله القنوات الفضائية التي تقول إن الوضع في سوريا سيئ»، مشيراً إلى أن «النظام العالمي المسيطر على السلطة الاعلامية يستخدم أساليب الإرهاب الإعلامي من حرب نفسية وسياسية لفرض رؤيته على العالم». كذلك، تطرق إلى العقوبات المفروضة على سوريا، موضحاً أن «الإجراءات الأوروبية تأتي لتبرير التدخل الخارجي وزعزعة استقرار سوريا»، ومؤكداً ضرورة مقاومة العقوبات وهزيمتها.
وقال وزير الإعلام البوليفي، إيفان كانيلاس «ما شهدناه خلال زيارتنا لسوريا مخالف تماماً لما تظهره الصحافة في الخارج من أن سوريا مضطربة، فقد لمسنا فيها الأمان والسلام والنشاط»، فيما أشارت نائبة وزير خارجية نيكاراغوا ماريا روبياليس، إلى وجود «مؤامرة كبيرة تحاك حول البلدان العربية وليس سوريا فقط ومن المهم جداً أن نكشفها»، معلنةً إدانة بلادها للأساليب التي تتبعها بعض وسائل الإعلام في التعامل مع الأوضاع في سوريا.
(سانا، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)