مع اقتراب استحقاق أيلول بالنسبة إلى الدولة الفلسطينية، تتكثف المحاولات الأميركية خصوصاً لمنع توجه السلطة إلى الأمم المتحدة. هذا ما كشفت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» أول من أمس؛ إذ ذكرت أن الولايات المتحدة أطلقت آخر حملاتها لإقناع الفلسطينيين بالامتناع عن السعي إلى الاعتراف بدولتهم في الأمم المتحدة. إلا أنها نقلت عن مسؤولين ودبلوماسيين أن هذه الخطوة قد تكون متأخرة. وأوضحت «نيويورك تايمز» أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، تقدمت باقتراح لتحريك مفاوضات السلام مع الإسرائيليين، على أمل إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتخلي عن خطته في الحصول على اعتراف بالدولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت الصحيفة إن الإدارة الأميركية قالت بوضوح لمحمود عباس إنها ستستخدم الفيتو في مجلس الأمن الدولي لعرقلة قبول فلسطين دولة عضواً في الأمم المتحدة. لكن واشنطن لا تملك الدعم الكافي لمنع تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفع وضع الفلسطينيين من «كيان» مراقب إلى دولة مراقبة لا تتمتع بحق التصويت، كما أضافت. وتابعت الصحيفة تقول إن هذا التغيير سيمهد الطريق للفلسطينيين للانضمام إلى عشرات الهيئات التابعة للأمم المتحدة والاتفاقيات، ما يعزز قدرتهم على ملاحقة الدولة العبرية في المحكمة الجنائية الدولية.
وأوضحت «نيويورك تايمز» أن كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية لا يريدون تجنب فيتو فقط، بل يريدون تجنب تصويت في الجمعية العامة يجعل الولايات المتحدة وعدداً قليلاً من الدول الأخرى في الجانب المعارض. وأكد المسؤولون، الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم، أنهم يخشون في الحالتين حالة غضب في الأراضي الفلسطينية والعالم العربي، بينما تشهد المنطقة أصلاً اضطرابات.
ورغم أن بعض المسؤولين أعربوا عن تفاؤلهم تجاه إمكانية التوصل إلى تسوية قبل التصويت، إلا أن الإدارة بدأت في العمل على الحدّ من تداعياته من خلال التركيز على ضمان استمرار التعاون بين الفلسطينيين والإسرائيليين على المستوى الأمني في الضفة الغربية والحدود الإسرائيلية.
بدورهم، دعا وزراء الخارجية الأوروبيون، أثناء اجتماع في سوبوت (بولندا) أول من أمس، إلى محاولة الحد من الأضرار التي يمكن أن تنجم عن طلب الاعتراف بدولة فلسطينية أثناء الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ورأى وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، في ختام المناقشات، أن هدف الاتحاد الأوروبي هو «تفادي ما يمكن أن يكون فشلاً للجميع في الجمعية العامة».
وبحسب جوبيه، إن تبني غالبية واسعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يعترف فوراً بدولة فلسطينية سيكون فشلاً لإسرائيل التي «ستجد نفسها حكماً معزولة». وسيكون «فشلاً للفلسطينيين»، في إشارة إلى «التهديدات بقطع التمويل» التي يواجهونها. وسيكون أخيراً «فشلاً لأميركا التي ستجد نفسها معزولة، وفشلاً للأوروبيين الذين سيتعرضون لخطر الانقسام»، بحسب الوزير الفرنسي.
إلى ذلك، أعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيلقي خلال أيام خطاباً للشعب الفلسطيني عن أهمية الذهاب إلى الأمم المتحدة للحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
واجتمع عباس أول من أمس مع أعضاء اللجنة المركزية لحركة «فتح»، وبحث معهم تفاصيل التوجه إلى الأمم المتحدة المتوقع أواسط أيلول. وقال أبو ردينة إن «الاجتماع ناقش كذلك ما اتُّفق عليه مع لجنة المتابعة العربية خلال اجتماعها الأخير الذي عقد في الدوحة، إضافة إلى ما نوقش مع مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين
آشتون».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)