في اليوم الرابع من زيارته المحاطة بالسرّية، التقى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف قرب اولان أوديه، وقال له إنه مستعد لحظر التجارب النوويةأعرب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل، أمس، للرئيس الروسي ديمتري مدفيديف عن استعداده لوقف تجاربه النووية في حال استئناف المفاوضات السداسية بشأن برنامج بلاده النووي.

وعقد الزعيمان محادثاتهما المغلقة في قاعدة «سوسنوفي يور» العسكرية في جمهورية بورياتيا قرب أولان أوديه في سيبيريا. وقالت المتحدثة باسم مدفيديف، نتاليا تيماكوفا، بعد القمة، إن «كوريا الشمالية مستعدة للعودة إلى طاولة مفاوضات الدول الست (الكوريتان، روسيا، الصين، الولايات المتحدة، اليابان) المتوقفة منذ كانون الأول 2008». وأضافت «من دون شروط مسبقة في إطار المفاوضات، أعرب الكوريون الشماليون عن الاستعداد لحل المشكلة عبر وقف تجارب الوقود النووي وإنتاجه». وسبق أن دعت بيونغ يانغ إلى استئناف مفاوضات الدول الست من دون شروط مسبقة، لكن كوريا الجنوبية أصرّت على أن تعمد جارتها أولاً إلى وقف أنشطتها النووية.
من جهة ثانية، أعلن مدفيديف أن كوريا الشمالية تدعم مشروع الأنبوب المعدّ لنقل الغاز الروسي إلى كوريا الجنوبية، مؤكّداً أن المحادثات مع كيم جونغ إيل كانت صريحة وشاملة. وأضاف «بحسب ما فهمت، فإن كوريا الشمالية مهتمة بإنجاز هذا النوع من المشاريع الثلاثية الأطراف بمشاركة روسيا وكوريا الجنوبية».
وأوضح مدفيديف أن موسكو وبيونغ يانغ تدرسان «نقل الغاز عبر كوريا الشمالية، في مشروع يشمل الجمهورية الكورية (سيول)، نظراً إلى أن المستهلكين الرئيسيين على أراضيها»، مشيراً إلى أن «أنبوب الغاز سيمتد بطول 1700 كيلومتر، وسينقل 10 مليارات متر مكعب سنوياً في البداية». وأضاف «في حال وجود الطلب على الغاز، فإننا جاهزون لزيادة هذه الكمية». وكلف رئيس إدارة شركة «غازبروم»، أليكسي ميللر، بالعمل على تنفيذ مشروع الغاز بمشاركة الكوريتين الشمالية والجنوبية.
وأصدر الكرملن بياناً قال فيه إن «تعزيز الحوار السياسي وتعميق العلاقات الإنسانية بين المناطق كانا من ضمن المحادثات إلى جانب التعاون الثنائي»، فيما قال نائب وزير المال الروسي، سيرغي ستورتشاك، إن النقاش بين الرئيسين تناول أيضاً ديون كوريا الشمالية المستحقة للاتحاد السوفياتي السابق، والتي تبلغ قيمتها نحو 11 مليار دولار.
وعن استعداد بيونغ يانغ للاعتراف بهذه الديون، قال إنّه «يجب الاتفاق أولاً على أن روسيا هي الخلف القانوني للاتحاد السوفياتي، وثانياً على كيفية إعادة تقويم الديون التي قدمت بالروبلات السوفياتية. أما المسألة الثالثة، فهي وضع آلية مشتركة لتسوية قضية الديون». ولفت إلى أن المرحلة الثانية من المحادثات ستشمل سبل دفع الديون.
ووصل كيم يوم السبت إلى الشرق الأقصى الروسي بقطاره المصفّح، في ثالث زيارة يقوم بها إلى روسيا بعد رحلتيه في 2001 و2002. وزار أول من أمس بحيرة بايكال في سيبيريا، وهي أكبر بحيرة في العالم، ومصنعاً لإنتاج المروحيات. وقال للصحافيين إن رحلته في الشرق الأقصى الروسي وفي سيبيريا لطيفة.
ولدواع أمنية، لم يصدر أي إعلان رسمي عن زيارته مسبقاً، كما لم يفصح الكرملن عن برنامج الزيارة التي تستغرق أسبوعاً في روسيا. ولم يعلن الكرملن أو كيم موعد القمة حتى اللحظات الأخيرة. ويسعى كيم خلال زيارته إلى الحصول على مساعدة اقتصادية من حلفائه لمواجهة نقص في المواد الغذائية والسيول المدمرة التي شهدتها كوريا الشمالية في تموز.
وكانت روسيا قد أعلنت، الأسبوع الماضي، تخصيص مساعدة من 50 ألف طن من القمح لكوريا الشمالية. وسبق أن وصلت الدفعة الأولى من المساعدة، ومن المقرر تسليم الباقي قبل نهاية أيلول المقبل.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)