أعلنت الخارجية التركية، أمس، أنه جرى مجدّداً إرجاء تقرير كان من المقرّر أن تصدره الأمم المتحدة هذا الأسبوع بشأن أسطول الحرية الذي قتلت اسرائيل 9 ناشطين أتراك على متنه. وقال المتحدث باسم الخارجية التركية، سلجوق أونال، لوكالة أنباء الأناضول التركية «تقدمت اسرائيل بطلب إرجاء صدور التقرير، كما تقدمت بطلب الإرجاء السابق».غير أن صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلت عن مسؤول اسرائيلي، لم تكشف عن هويته، قوله إن «الجانب التركي هو الذي طلب الإرجاء» من دون أن يبرر هذا الطلب. وقال إنّ «مفاوضات سرّية للغاية تجري بين تركيا واسرائيل لإصلاح العلاقات الثنائية»، لكنه أضاف إنه «لا يعرف مكان انعقاد تلك المفاوضات ولا على أيّ مستوى تجري».
وقالت الصحيفة إن التوقعات في إسرائيل تشير إلى استئناف الاتصالات بين إسرائيل وتركيا لحلّ الأزمة بين الدولتين. وأضافت إن هذه التوقعات تأتي في أعقاب تقديم تركيا طلباً إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإرجاء نشر تقرير «لجنة بالمر» لتقصي الحقائق بشأن أحداث أسطول الحرية، علماً أنّه كان مقرّراً نشر التقرير غداً.
ولفتت «هآرتس» الى أنّ الإدارة الأميركية تؤيّد الطلب التركي ومهتمة بمنح المزيد من الوقت لإسرائيل وتركيا من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة في العلاقات بين الدولتين. وأشارت الى أن بان أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك خلال لقائهما في نيويورك قبل أسبوعين، أنه لن يوافق على إرجاء نشر التقرير مرة أخرى، لكن التقديرات تشير إلى أنه سيوافق على إرجاء النشر، وخصوصاً أن إسرائيل أعلنت أنها لن تعارض إرجاءه.
ولفتت الصحيفة الى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، غيّر رأيه بشأن الاعتذار لتركيا عدّة مرات، رغم أنّه في المرة الأخيرة أبلغ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنه يرفض الاعتذار لتركيا. ولا تستبعد التقديرات الإسرائيلية احتمال التوصل إلى صيغة اعتذار مقبولة من الجانبين في حال استئناف الاتصالات بينهما.
وكانت تقارير إسرائيلية قد أشارت الى أن الإدارة الأميركية مارست ضغوطاً على إسرائيل وتركيا من أجل أن تتوصلا إلى حل للأزمة، وأنّ كلينتون والرئيس الأميركي باراك أوباما ضالعان شخصياً في الاتصالات بهذا الخصوص، وأنهما أوضحا للجانبين أن تحسين العلاقات بينهما هو «مصلحة أمن قومي بالنسبة إلى الولايات المتحدة». وقالت «هآرتس» إن الأميركيين اقترحوا صيغة للاعتذار الإسرائيلي لتركيا تنص على أنه «إذا حدثت أخطاء عسكرية خلال السيطرة على الأسطول وأدت إلى موت مواطنين أتراك فإن إسرائيل تعتذر على ذلك»، في المقابل يتعيّن على الجانب التركي تطبيع علاقاته مع إسرائيل وعدم القيام بملاحقة الضباط الإسرائيليين قانونياً.
(يو بي آي، أ ف ب)