أكّد نائب الرئيس الأميركي، جوزف بايدن، للصين، أكبر دولة دائنة للولايات المتحدة، خلال زيارته الى بكين، أمس، أن بلاده لن تتخلف أبداً عن سداد ديونها، من دون إغفاله الغمز من سجل الصين الحقوقي، مخاطراً بذلك بإغضاب مستضيفه. ودعا بكين، في خطاب أمام حوالى 250 طالباً في جامعة سيشوان في مدينة شنغدو بجنوب غرب الصين، الى «تعزيز المبادلات بين المواطنين والطلاب والحكومة». وأضاف إن «الحرية تطلق كل إمكانات الشعب، وفي غيابها تنتشر الاضطرابات».وتابع بايدن «أدرك أن كثيرين من الحاضرين في هذه القاعة ينظرون إلى دفاعنا عن حقوق الإنسان على أنه تطفّل في أحسن الأحوال، واعتداء على سيادتكم في أسوئها». وأضاف «أعرف أن البعض في الصين يعتقد أن مزيداً من الحرية قد يهدد التقدم الاقتصادي بتقويض الاستقرار الاجتماعي. أعتقد أن التاريخ أوضح أن العكس هو الصحيح».
وكانت الصين قد شدّدت قمعها للمعارضة بعد بدء التحركات الاحتجاجية الشعبية العربية في شباط الماضي. وعملت قبل زيارة نائب الرئيس الاميركي على تشديد مراقبتها للمعارضين. ويبدو أن بايدن لم يلتق أياً منهم أثناء زيارته الى الصين.
لكن نائب الرئيس الأميركي ركز في خطابه على مسألة الدَين، وهي المسألة التي هيمنت على المحادثات التي أجراها خلال زيارته التي استمرت 5 أيام الى بكين. وقال إن أميركا «لم ولن تتخلف أبداً عن تسديد ديونها»، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من التوصل الى اتفاق في اللحظة الأخيرة في الكونغرس سمح بتفادي كارثة تخلف أكبر اقتصاد عالمي عن تسديد الديون.
وسعى بايدن خلال زيارته الى طمأنة القادة الصينيين إلى صحة وصمود الاقتصاد الأميركي ومتانة سندات الخزينة التي استثمرت فيها بكين 1170 مليار دولار. وشدد على أن «الولايات المتحدة تبقى الخيار الأمثل للاستثمار».
وأبدى القادة الصينيون تساهلاً، رغم خفض وكالة التصنيف الائتماني «ستاندارد أند بورز» علامة الولايات المتحدة. وقال رئيس الوزراء وين جياوباو، لدى استقباله بايدن يوم الجمعة الماضية، «نقلتم رسالة واضحة جداً الى الشعب الصيني مفادها أن الولايات المتحدة ستفي بوعودها والتزاماتها المتعلقة بدينها السيادي»، مؤكداً أن «ذلك سيصون الأمن والسيولة وقيمة السندات الأميركية». وأكّد «لدي كامل الثقة بأن الولايات المتحدة ستتجاوز صعوباتها وتعيد اقتصادها الى سكة النمو الصحيح».
من جهة ثانية، تطرق بايدن الى البرنامجين النوويين الإيراني والكوري الشمالي، ودعا الى توجيه «رسالة واضحة الى القادة الإيرانيين ليقوموا بواجباتهم الدولية»، كما عبر عن قلق الولايات المتحدة إزاء البرنامج الكوري الشمالي.
وهذه هي الزيارة الأولى لبايدن بصفته نائباً للرئيس. وبعد زيارته الى الصين من المقرر أن يتوجه اليوم الى منغوليا ثم الى اليابان.
(أ ف ب)