أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كبير المفاوضين النوويين سعيد جليلي، بعد لقاء في طهران مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، أمس، أن «المقترحات الروسية» يمكن أن تمثّل «أساساً لبدء مفاوضات» نووية مقبلة. وقال، بحسب ما نقل عنه الموقع الإلكتروني للتلفزيون الحكومي، إن «مقترحات أصدقائنا الروس يمكن أن تمثّل أساساً لبدء المفاوضات بشأن التعاون الإقليمي والدولي، وخصوصاً بشأن النشاطات النووية السلمية». ورأى أن مبادرة الحوار من أجل التعاون واستراتيجية الحوار ـــ التعاون يمكن أن تكون استراتيجية جيدة، موضحاً أن «منهج إيران هو الحوار من أجل التعاون على غرار السابق»، مضيفاً أن «إيران ومجموعة 5+1 بإمكانها تمهيد الأرضية للحوار عبر هذه الاستراتيجية». وأشار جليلي بعيد اللقاء إلى تطابق وجهات النظر بين الجانبين الإيراني والروسي في مختلف القضايا، وقال «بإمكان وجهات النظر والآراء المشتركة أن توفر أرضية مناسبة للتعاون، ونأمل أن نشاهد نتائج هذه الاشتراكات في المستقبل القريب». وأكد أن «هناك تعاوناً جيداً جداً في مجال الأنشطة النووية السلمية بين إيران وروسيا، والمثال على ذلك هو التعاون الإيراني الروسي المشترك في مجال بناء محطة بوشهر النووية». وأضاف «لقد أكدت في لقاءاتي مع أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف ضرورة استمرار نهج التعاون في المجالات النووية الأخرى، وأجرينا مباحثات جيدة وتفصيلية في المجالات المختلفة، بما فيها العلاقات الثنائية والتعاون المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي».
من جهته، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده «ترحّب» بالاقتراح الروسي القاضي باستئناف المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني عبر اعتماد سياسة «الخطوة خطوة».
وقال نجاد خلال لقاء مع أمين مجلس الأمن الروسي، حسب ما نقل موقع الرئاسة الإيرانية على الإنترنت، «إن جمهورية إيران الإسلامية ترحّب بالاقتراح الروسي لمقاربة «الخطوة خطوة»، وهي مستعدة لصياغة اقتراحات للتعاون في هذا المجال».
وكان باتروشيف قد وصل أول من أمس الى طهران، وأجرى جولتين من المحادثات مع جليلي، والتقى وزير الخارجية على أكبر صالحي. وتأتي زيارة باتروشيف في إطار محاولات موسكو لتحريك المفاوضات النووية بين إيران والقوى الكبرى في مجموعة 5+1.
في إطار آخر، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست إن من حق إسرائيل أن تقلق، لأنها دولة محتلة. وقال «إن هؤلاء يعرفون أنهم يعيشون في أزمة حقيقية، فهم ينظرون الى التطورات التي تجري في المنطقة وتحرر الشعوب من السيطرة الأميركية والصهيونية على أنها تهدد مستقبلهم، لذا هم يعتبرون المنطقة كلها أصبحت تهديداً لهم، فهم محتلون، وانتهكوا حقوق أبناء المنطقة، فمن حقهم أن يقلقوا».
يأتي هذا التصريح رداً على حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أول من أمس، أمام وفد رفيع من النواب الجمهوريين الأميركيين، والذي رأى فيه أن إيران تسعى إلى نسف الجهود المبذولة لإحلال الديموقراطية في الشرق الأوسط. وقال مكتب رئيس الوزراء، في بيان، إن «نتنياهو أخبر ضيوفه السبعة والعشرين الذين يترأسهم كيفن مكارثي أن إيران هي أكبر خطر نواجهه اليوم». وأضاف أن إيران «تدعم المتطرفين وتقود المنطقة إلى عدم الاستقرار».
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب)