لم تكد الولايات المتحدة تدفن جنودها الـ30 الذين سقطوا بنيران «طالبان»، وبينهم 17 جندياً من نخبة «نيفي سيلز» التي قتلت زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، حتى تضاعفت الهجمات ضدّ قواتها، ليسقط خلال اليومين الماضيين 8 جنود أطلسيين، غالبيتهم أميركيون. وكي تستعيد زمام المبادرة، عادت القوات الأميركية الى «وادي الموت» في شرق البلاد، الذي انسحبت منه قبل أشهر.وقال مدير وحدة الأبحاث في العمليات الاستشارية لمكافحة الارهاب، مارك مويار، إن «قرار إعادة ارسال القوات الأميركية الى وادي بيش يعكس إقراراً بأن الجنات الآمنة للمتمرّدين يمكن أن تسبّب لنا أذى أكبر إذا انسحبت منها القوات». وأضاف أن «المتمردين يطورون هذه الجنات الآمنة ويستغلونها للإعداد لعمليات في أماكن أخرى».
بدوره، قال المتحدث باسم القيادة الشرقية الكولونيل شاد كارول «إنها مسألة أين يلقون رؤوسهم في الليل»، في إشارة الى إعادة القوات الى مقرّها في بيش، من دون أن يحدّد عدد القوات التي أُرسلت الى المكان أو إذا كان هناك قوات أخرى ستُرسل.
ويقع وادي بيش الذي يطلق عليه وادي الموت في مقاطعة كونار، وهو المكان الذي خيضت فيه أشرس المعارك، وقُتل خلالها أكثر من 100 جندي أميركي. وانسحبت القوات الأطلسية منه في أيار الماضي، وقالت إنها تريد إعادة التموضع في المناطق التي يعيش فيها السكان الأفغان، في إطار استراتيجية حماية المراكز السكنية وتوفير المساعدة للحكومة الأفغانية كي توصل خدماتها الى مناطق بعيدة عن كابول.
وخلال اليومين الماضيين، قُتل 7 جنود أطلسيين، بينهم 5 أميركيين قُتلوا أول من أمس. وقُتل جندي فرنسي وجُرح 4 آخرون بانفجارين منفصلين جنوب أفغانستان وشرقها. وأعلنت قوة المساعدة الدولية في أفغانستان «إيساف» مقتل أحد جنودها بانفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع جنوب البلاد، من دون أن تذكر جنسيته والمكان المحدد لمقتله.
تأتي هذه الحوادث بعد مقتل 30 جندياً أميركياً لدى إسقاط طائرتهم من قبل عناصر «طالبان» قبل أسبوع. ونشرت وزارة الدفاع «بنتاغون» أسماء الجنود القتلى، وأكدت أن من بينهم 17 جندياً من وحدة النخبة «نيفي سيلز» التي نفّذت إحدى مجموعاتها عملية اغتيال أسامة بن لادن مطلع أيار الماضي.
وكان قائد وحدة «نيفي سيلز» قد طلب من «بنتاغون» عدم نشر أسماء قتلى وحدته، وذلك خلافاً لما تقتضيه الأعراف المتّبعة في الجيش الاميركي، التي تفرض نشر اسم كل عسكري أميركي يسقط في أرض الميدان، ولكن طلبه رفض. وأوضح «بنتاغون» أن المروحية كانت تقل 38 شخصاً، وقد قُتلوا جميعاً إثر تحطمها، وهم إضافة الى الجنود الأميركيين الـ30، سبعة من عناصر القوات الخاصة الأفغانية ومترجم أفغاني.
وبحسب اللائحة، فإن القتلى الـ30 يتوزعون كما يأتي: خمسة جنود من سلاح البر هم طاقم المروحية، وهي من طراز «شينوك»، وثلاثة من عناصر القوات الخاصة في سلاح الجو، و22 عنصراً من سلاح البحرية. و17 من بين عناصر سلاح البحرية الـ22 هم من «نيفي سيلز»، وحدة النخبة المؤلفة من 2300 جندي، أما الخمسة الباقون فينتمون الى وحدات خاصة أخرى مرتبطة بـ«نيفي سيلز».
وبحسب مسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، فإن غالبية القتلى الـ17 من عناصر «نيفي سيلز» ينتمون الى ما كان يطلق عليه اسم «تيم 6» أو «ديفغرو» حالياً، وهي فرقة تضم 300 جندي هم نخبة النخبة في «نيفي سيلز». ولكن وزارة الدفاع رفضت تأكيد انتمائهم الى هذه الفرقة التي تولّت عملية اغتيال بن لادن في باكستان. وتتراوح أعمار عناصر «نيفي سيلز» الذين قضوا في تحطم المروحية بين 22 و44 عاماً، وغالبيتهم في العقد الرابع.
ورغم الخسائر المريرة التي تتكبدها، أكدت القيادة الأميركية الجديدة في أفغانستان استمرار زخم الحملة التي تقودها قوات التحالف في هذا البلد. وذكر بيان للبيت الأبيض ان الرئيس الأميركي باراك أوباما وفريقه الأمني اطّلعوا من السفير الأميركي الجديد في كابول، ريان كروكر، وقائد القوات الأميركية وقوات حلف شمالي الأطلسي الجنرال جون ألن على الوضع في أفغانستان.
وأضاف البيان أن «القادة الأميركيين الجدد في كابول شدّدوا على الزخم المتواصل لحملة التحالف، وتطور قوات الأمن الوطنية الأفغانية، ودعم الحكومة الأفغانية، مع انتقالها إلى قيادة أمن البلاد».
(أ ب، يو بي آي، أ ف ب)