بدا السفير الإيراني في لبنان، غضنفر ركن أبادي، خلال الندوة التي نظّمها مركز «عصام فارس للشؤون اللبنانية» تحت عنوان «إيران والتحديات الإقليمية»، متيقناً من أن النظام السوري لن يسقط. ورداً على سؤال لـ«الأخبار» عن موقف الجمهورية الإسلامية في حال انهيار النظام، اختار جواباً يشي بيقين إيراني بنجاة الرئيس بشار الأسد. قال إن «الغالبية تريد الإصلاح، لكنهم في الوقت نفسه يؤيدون النظام المتمسك بالمقاومة»، لافتاً إلى أن «الشعب الإيراني أسقط الشاه من دون سلاح، فيما يُستخدم السلاح في سوريا لغياب دوافع شعبية للمعارضة». وتابع أبادي إن إيران تؤيد مطالب الشعب السوري المحقة في الإصلاح، وإن الأسد أعلن سلسلة إصلاحات جذرية، لكنه أشار إلى أن «الإصلاح الذي يطلبه الشعب السوري شيء، والعمل التخريبي الذي يريد إثارة الفتنة والتقسيم والعنف المسلح والقتل شيءٌ آخر». ولفت إلى وجود تدخلات دولية ومؤامرات ترمي إلى «تطويع دمشق للإرادة الأميركية ـــــ الإسرائيلية، وفصلها عن مسار دعم المقاومة في لبنان وفلسطين».
وتطرق أبادي إلى العلاقات الإيرانية ـــــ السعودية، وقال إن «هذه العلاقات، وإن مرّت بمراحل من المدّ والجذر، إلا أنّها تبقى قائمة على مبدأ ثابت ألا وهو الحرص على المصالح المشتركة للبلدين ولدول العالم الإسلامي»، مؤكداً حرص إيران على أوثق العلاقات مع السعوديّة.
وردّ السفير الإيراني على تمنيات بعض الأوساط بأن تكون تركيا في مواجهة مع إيران في المنطقة، بعد مواقفها المؤيدة لفك الحصار عن غزة وحادثة سفينة مرمرة، وأكد أن هذه التمنيات «غير صحيحة وغير واقعية». وأوضح أن «تركيا لم تطرح نفسها يوماً من موقع التنافس مع إيران»، لافتاً إلى أن العلاقات بين البلدين استراتيجية على كل المستويات. وأشار إلى أنه «فيما تبني تركيا سياستها على أساس صفر مشاكل إقليمياً، فإن طهران تبني استراتيجيتها في المنطقة على أساس أن إسرائيل هي العدو، ولذلك فإن التنافس ليس وارداً».
وشدد أبادي على أن إيران لا تريد فرض أي نموذج للحكم على دول المنطقة، مشيراً إلى أن «تجربة ولاية الفقيه هي تجربة لمن يريد أن يدرسها ويستفيد منها، لجهة العلاقة بين المرجعية الدينية والمرجعية السياسية في إدارة الحكم في بلد إسلامي»، لافتاً إلى أن «حكومة وليّ الفقيه هي حليفة الله». كذلك، أكد استعداد إيران لدعم لبنان وتقديم الخبرات إليه في المجالات المختلفة، كإنتاج الكهرباء والمياه وإنشاء السدود والتنقيب عن النفط وتسليح الجيش.
(الأخبار)