يبدو أن سفاح أوسلو، أندرس بريفيك، الذي قتل 76 شخصاً في العاصمة النرويجية الأسبوع الماضي، قد أعاد بجريمته تسليط الضوء على العلاقة بين اليمين الأوروبي وإسرائيل والوقوف في مواجهة «محاولة أسلمة أوروبا»تناولت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس، ما أوردته زميلتها الألمانية «در شبيغل»، عن القيم التي جمعت السفاح النرويجي، أندرس بريفيك، بعناصر اليمين الإسرائيلي. وكتبت الصحيفة الإسرائيلية أن «در شبيغل» حاولت ملاحقة مصادر العلاقة المتوطدة، والتي ساهم فيها، من جملة من ساهموا، الوزير الإسرائيلي أيوب قرا (الليكود)، وذلك خلال سلسلة لقاءات أجراها مع عناصر من اليمين المتطرف في أوروبا.
ونقلت «درشبيغل» عن زعيم حزب «الأحرار» النمساوي، هاينز كريستيان شتراخا، الذي اجتمع مع قرا العام الماضي، قوله «نشهد في الآونة الأخيرة ثورات كبيرة في الشرق الأوسط، لكننا لسنا واثقين من أن مصالح أخرى تقف وراءها، وأنه في النهاية سنرى ثيوقراطيات إسلامية تحيط بإسرائيل، وفي الساحة الخلفية لأوروبا». وبحسب تحليل «در شبيغل» لتصريحاته، فإن «إسرائيل تقف في جبهة الصراع ضد محاولة أسلمة أوروبا».
كذلك تناولت الأسبوعية الألمانية عضو الكنيست السابق من حزب «إسرائيل بيتنا»، إليعزر كوهين، حيث ألقى خطاباً العام الماضي في لقاء مع زعيم اليمين المتطرف الهولندي، هيرت ويلدرز، في برلين.
ونقلت عن كوهين قوله إن «السياسيين اليمينيين في أوروبا أكثر حساسية للمخاطر التي تواجهها إسرائيل». وأضاف «إنهم يتحدثون بنفس اللغة التي يتحدث بها الليكود وأحزاب يمين أخرى.. نأمل أن ينتصر اليمين في أوروبا».
أما «يديعوت أحرونوت» فأشارت إلى أن العلاقات بين عناصر سياسية إسرائيلية وأحزاب اليمين المتطرف تقوم على مبادئ مركبة، حيث إن كثيرين ينظرون إلى حزب الأحرار النمسوي ونظرائه في أوروبا على أنها خطوة صغيرة تسبق «النيونازية». ونقل عن محللين محليين قولهم إن الغطاء الذي يوفره قادة الحزب لإسرائيل وتغيير آرائهم العلنية بشأن ما يحصل في الشرق الأوسط ليس أكثر من محاولة لتثبيت مكانتهم في مجال السياسة الخارجية.
ونُقل عن شتراخا قوله «لا نريد أن نتحول إلى مجتمع إسلامي، والسياسيون في أوروبا يتجاهلون في العقود الأخيرة المشكلة الديموغرافية التي تنشأ بسبب الهجرة الإسلامية... نريد الآن أن نمنع أسلمة أوروبا».
وتابعت الصحيفة إن العلاقة مع إسرائيل قد أسسها ويلدرز الذي زار البلاد عدة مرات في السنوات الأخيرة، ومنذ ذلك الحين أجريت لقاءات كثيرة بين ناشطي اليمين في إسرائيل وأوروبا. وبحسب «در شبيغل» فإن هذا التعاون ليس مفاجئاً، وخاصة بالنظر إلى هوية العناصر الإسرائيلية التي حضرت اللقاءات.
وبحسب «در شبيغل» فإن الإسرائيليين يأملون تأسيس حركة «قارية» جديدة تنظر إلى إسرائيل على أنها قلعة متقدمة مهمة في مواجهة التأثير المتصاعد للعرب، فيما شعبية شتراخا المتزايدة تعزز رأيهم بأن الحديث عن مراهنة استراتيجية صائب.
ونقل عن عضو مجلس بلدية فيينا عن حزب الأحرار، دافيد لزر، قوله إن «إسرائيل تقول: هذا بيتنا، ولا يمكن أن نفتح الحدود ونسمح بالانتقال الحر مثلما حصل في أوروبا».
ويضيف إن هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل إسرائيل تعتمد أكثر على أحزاب اليمين في أوروبا، لا على أحزاب اليسار.
(سما)