رأى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في خطاب متلفز من البيت الأبيض أول من أمس، أن السبب الوحيد وراء عدم اعتماد مقاربة متوازنة لحل أزمة الدين في الولايات المتحدة هو أن الجمهوريين في الكونغرس يصرّون على مقاربة لا تطلب من الأثرياء والشركات الكبرى المساهمة في أي شيء، ويرفضون رفع السقف القانوني للديون فوق مستوى 14,3 تريليون دولار الحالي.وقال إنه «خلال العقود الماضية أنفقنا مالاً أكثر من مدخولنا. والنتيجة هو أن العجز كان على طريق تخطي التريليون دولار عندما وصلت إلى سدة الرئاسة، وحتى تزداد الأمور سوءاً حصلت حالة الانكماش الاقتصادي، وبات المال الذي ندخله أقل فيما اضطررنا الى الإنفاق أكثر». وحذّر من أنه «إذا استمررنا على هذا المسار فسيكلفنا ديننا المتنامي وظائفنا، وسيلحق ضرراً كارثياً بالاقتصاد، ودولارات أكثر من ضرائبنا ستستخدم لدفع الفوائد لقروضنا، ولن تميل الشركات إلى فتح مزيد من الفروع، أو استخدام عمال في بلد لا يستطيع موازنة دفاتره».
وأضاف الرئيس الأميركي إن «المقاربة الأولى تقضي بالاكتفاء بما لدينا من خلال إجراء اقتطاعات جدية وتاريخية في الإنفاق الحكومي». وكرّر رؤيته لحلّ الأزمة عبر قوله «فلنقتطع من إنفاقنا الداخلي إلى أدنى المستويات. فلنقتطع إنفاقنا الدفاعي في البنتاغون بمئات مليارات الدولارات، فلنجر تعديلات متواضعة حتى تستمر الرعاية الطبية للأجيال المستقبلية، وأخيراً فليتخل الأميركيون الأثرياء والشركات الكبرى عن بعض الإعفاءات الضريبية والخفوضات الخاصة».
وشدّد أوباما على أن «السبب الوحيد وراء عدم تقدم هذه المقاربة وتحويلها إلى قانون الآن هو أن عدداً كبيراً من الجمهوريين في الكونغرس يصرون على مقاربة مختلفة، مقاربة الاقتطاعات فقط، مقاربة لا تطلب من الأثرياء ومن الشركات الكبرى المساهمة في أي شيء على الإطلاق». وأشار الى أنه بحسب «المقاربة المتوازنة لن يضطر 98 في المئة من الأميركيين الذين يجنون أقل من 250 ألف دولار إلى دفع ضرائب إضافية أبداً». وأوضح أن «رفع سقف الدين لا يسمح للكونغرس بإنفاق مزيد من المال، بل يعطي البلاد القدرة على تسديد الفواتير التي كدسها الكونغرس».
ورأى أن المقاربة التي تقدم بها رئيس مجلس النواب، جون بوينر، بشأن تمديد سقف الدين مقابل الاقتطاعات في الإنفاق «ستجبرنا من جديد على مواجهة خطر عدم القدرة على سداد الديون بعد 6 أشهر من الآن، وهذا يعني أنها لا تحل المشكلة».
وفيما كان أوباما يوجه كلمته الى الأميركيين من البيت الأبيض، سجل الدولار تراجعاً الى أدنى مستوياته منذ أربعة اشهر في طوكيو. وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية «أن أتش كي» أن قيمة العملة الأميركية تراجعت إلى 77 يناً للمرة الأولى منذ 17 آذار الماضي. وفي استطلاع أميركي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «إيه بي سي نيوز»، قال أكثر من ثلث الأميركيين إنهم غير راضين عن رئيسهم أوباما وجمهوريي الكونغرس في ما يخص الاقتصاد. وتبيّن أن 52 في المئة ممن شملهم الاستطلاع يفقدون ثقتهم بقدرة رئيسهم على خلق فرص عمل جديدة، فيما عبّر 65 في المئة منهم عن عدم تأييدهم لطريقة معالجة الجمهوريين لهذه المسألة.
وفي تداعيات أزمة الديون، نقلت صحيفة «العرب» القطرية عن محافظ مصرف قطر المركزي الشيخ عبد الله بن سعود آل ثاني قوله إنه متفائل بإمكان التوصل إلى اتفاق لحل أزمة الدين الأميركي في غضون أسبوع.
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب)