خاص بالموقع- في ظل أجواء اتسمت بالسرّية، بدأت في أفغانستان، أمس، عملية نقل المهمات الأمنية من قوات حلف شمالي الأطلسي إلى السلطة الأفغانية، وذلك عقب انسحاب أول دفعة من الجنود الأميركيين (قرابة 650 جندياً) من أصل 10 آلاف يفترض أن ينسحبوا هذا العام، ووسط أنباء عن نية الأميركيين تسليم جنوب البلاد لحركة «طالبان» في إطار جهود المصالحة. وتوجه وزراء في الحكومة الأفغانية إلى إقليم باميان في وسط البلاد، وهو أحد أكثر الأماكن التي تتمتع بالسلم في أفغانستان، للمشاركة في احتفال لم يُعلن مسبقاً ولم تنقله أي قناة على الهواء مباشرة، ودُعي إليه عدد قليل من وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم حاكم إقليم باميان إن مراسم تسليم المهمات الأمنية للشرطة الأفغانية من القوات النيوزيلندية المتمركزة هناك بدأت نحو الساعة التاسعة صباحاً وتستمر إلى ما بعد الظهر، فيما أكد المتحدث باسم الشرطة عبد الرحمن أحمدي «أن عملية النقل بدأت رسمياً في باميان اليوم، وهذه عملية وطنية كنا ننتظرها». وأضاف: «لم تعان باميان أي تهديدات أمنية، لذا إن العملية ستجري بدرجة كبيرة جداً من السلاسة».
واللافت أن الرئيس الأفغاني حميد قرضاي لم يحضر مراسم باميان. لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية، صديق صديقي، نفى وجود أي محاولة للتقليل من أهمية بدء العملية التي تقول الحكومة الأفغانية وحلفاؤها الغربيون إنها مهمة لاستقرار البلاد على المدى الطويل. وقال: «انتظرنا البداية الرسمية، وهو ما جرى في باميان. ليس هناك سبب وراء ذلك». وأضاف أن الجميع يعلمون أن عملية نقل المهمات كانت مقررة هذا الأسبوع.
وباميان التي اشتهرت بتماثيل بوذا العملاقة التي دمرتها هناك حركة «طالبان» عندما كانت تحكم أفغانستان هي إحدى أكثر المناطق هدوءاً في أفغانستان. وستنطلق العملية الانتقالية رسمياً خلال الأيام المقبلة في ولايتي كابول (باستثناء مقاطعة سوروبي) وبانشير (شمال شرق) كما في مزار الشريف عاصمة ولاية بلخ (شمال) وهراة عاصمة ولاية هراة (غرب) ولشكر قاه عاصمة ولاية هلمند (جنوب غرب) ومحترلم عاصمة ولاية لقمان (شرق).
وكان قد غادر يوم الجمعة الماضية نحو 650 جندياً أميركياً أفغانستان من أصل 10 آلاف جندي أميركي يفترض أن ينسحبوا هذا العام، في إطار ما أُطلق عليه عملية الخفض التدريجي للقوات الأميركية التي يُفترض أن تنتهي عام 2014.
وقال متحدث باسم الجيش الأميركي إن الجنود المغادرين من قوات الحرس الجمهوري (لايوا) كانوا ينتشرون في ولاية باروان (شمال غرب). ويُتوقع أن يغادر البلاد نحو 800 جندي أميركي، بينهم مدربون عسكريون في كابول، بحلول نهاية الشهر. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن في نهاية حزيران سحب ثلث القوات الأميركية المنتشرة في أفغانستان بحلول صيف 2012، أي 33 ألف عنصر، ما يترك 65 ألف جندي في البلاد حتى عام 2014.
من جهة ثانية، تحدثت تقارير عن أن واشنطن تبحث مسألة تسليم «طالبان» إدارة جنوب أفغانستان، الممتد بين مدينتي هلمند ولغمان، في تكرار لخطة «الصحوات» التي تسلمت مناطق في العراق بالتعاون مع السلطات، قبل دمج عناصرها في الحياة العسكرية والمدنية الرسمية، بحسب ما أكدت مصادر أفغانية.
بدورها، قالت مصادر دبلوماسية باكستانية إن «إعلان حركة «طالبان» انفصالها عن تنظيم «القاعدة»، مهد لتحاورها مع الولايات المتحدة وأثمر اتفاقاً علی فتح مكتب لها في بلد إسلامي، يُعتقد أنه سيكون قطر أو تركيا أو تركمانستان، لتسهيل الاتصال بالحركة بعيداً من ضغوط كابول». وأكدت مصادر أفغانية أن الولايات المتحدة تفكر جدياً في تسليم جنوب أفغانستان لإدارة «طالبان».
(الأخبار، رويترز)