تستمر الوفود الاقتصادية في الوصول إلى طهران بهدف حجز مكان لها في الاستثمارات المرتقبة في «أرض الفرص الموعودة». وفي الوقت الذي استقبل فيه، أمس، الرئيس حسن روحاني وزير الصناعة الآذري مصطفى شاهين، وصل إلى العاصمة الإيرانية وفد سياسي واقتصادي إيطالي، برئاسة وزير الخارجية باولو جنتيلوني، لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين.
في أثناء ذلك، أكد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام علي أکبر ولايتي، أن «الأعداء لم ولن يستطيعوا إسقاط محور المقاومة في المنطقة»، مشدداً على أن «أحلامهم المشؤومة لن تتحقق في اليمن والعراق ولبنان».
وخلال اجتماعه بكبار قيادات الشرطة، رأى ولايتي أن «تقسيم الإرهابيين في المنطقة بين متطرفين ومعتدلين مثير للسخرية»، قائلاً إن «ما يثير الاستغراب هو أن بعض هذه الدول التي لم تطبّق أبسط معاني الديموقراطية، تدّعي أنه في سوريا وبعض الدول الإسلامية وحتی الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لم يتم انتخاب الرئيس بصورة ديموقراطية، وأنها تعاني من عدم تطبيق قواعد الديموقراطية».
وأشار ولايتي إلى مكانة إيران في المنطقة وتأثيرها على الصعيد الدولي، وقال: «لا شك في أن إيران، بفضل توجيهات المرشد الأعلى، تعتبر اليوم أقوی دولة في المنطقة من الناحية العسكرية والدفاعية والأمنية». من ناحية أخرى، وفي ما يتعلق بالتطورات المرتبطة بالمجال الاقتصادي، أكد الرئيس حسن روحاني، أمس، أن العديد من الشرکات من مختلف أنحاء العالم أعلنت بعد الاتفاق النووي رغبتها في الاستثمار في إيران، مضيفاً أن «من البديهي أن تکون الأولوية في هذا المجال لدول الجوار». وأعرب روحاني، خلال استقباله وزير الصناعة والاقتصاد الآذري رئيس اللجنة المشترکة للتعاون الاقتصادي بين إيران وآذربيجان، عن ارتياحه للتطور الذي شهدته العلاقات بين البلدين في العامين الماضيين، مشدداً على ضرورة بذل المزيد من الجهود لبلوغ العلاقات بين طهران وباکو المكانة التي تتناسب وشعبيهما، كذلك أوضح أن البلدين يتمتعان بطاقات هائلة تمکّنهما من تعزيز التعاون الثنائي أکثر فأکثر.
في سياق متصل، وصل وفد سياسي واقتصادي إيطالي، برئاسة وزير الخارجية باولو جنتيلوني ترافقه وزيرة التنمية الاقتصادية فدريكا غويدي، إلی العاصمة طهران للاجتماع مع المسؤولين الإيرانيين، وبحث سبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية. وعلى هذا الصعيد، توقعت شرکة «ساتشه» الإيطالية للتأمين أن ترتفع قيمة صادرات هذا البلد بنسبة 3 مليارات يورو، في غضون السنوات الأربع المقبلة، بسبب إعاده فتح الحدود الإيرانية.
وقد أعلن وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني التزام بلاده بتحسين العلاقات مع إيران، حيث قال عقب إعلان محصلة المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة «5+1» في فيينا، إن هذا الإنجاز سيؤثر إيجابياً في المنطقة والعالم، وهو مسار لتطبيع العلاقات مع المجتمع الدولي.
من جانبها، صرّحت وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية فدريكا غويدي بأن هذا الإنجاز يحقق مشارکتنا في الأسواق الإيرانية، معربة عن تمنيها أن «نستأنف التعاون الثنائي مع هذه البلاد وتعزيزه إلی مستوی قبل فرض العقوبات».
في غضون ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن غالبية المجتمع الإيراني كانت وما زالت راضية عن الاتفاق النووي وتدعمه.
وقال عراقجي، خلال لقاء مع الباحثين الجامعيين والمحلّلين الإعلاميين، إنه يمكن الحصول على مصالح سياسية واقتصادية أكبر للبلاد باليقظة والإدارة الصحيحة والمراقبة الخاصة. وأضاف: نسعى إلى إبداء الشفافية اللازمة قبل مرحلة المصادقة على الاتفاق النووي، لأننا نحترم كافة وجهات النظر والرؤى المختلفة الموجودة عند الأطياف المختلفة من المجتمع.
(الأخبار)