بعد الانسحاب «السياسي التركي المموه تقنياً»، حسب وصف مراقبين، من «أسطول الحرية 2» المفترض ان يتوجه الى غزة نهاية حزيران، نشر موقع «يديعوت احرونوت» (إي نت) في 15 الجاري في صفحته الرئيسة انه «بفضل ضغط الجالية اليهودية في فرنسا، وارسالها اكثر من 500 رسالة الى النواب الفرنسيين ووكلاء التأمين، فإن أي سفينة فرنسية لن تتوجه الى غزة». لكن يبدو ان هذا الخبر عار عن الصحة، ويدخل في سياق «الحملة التي تشنها اسرائيل إعلامياً لتعطيل المشاركة الفرنسية ولإلغاء الرحلة»، كما قالت مصادر المنظمين في فرنسا لـ«الأخبار».

هكذا أصدرت «منسقية مهام الحماية المدنية الى فلسطين» وعضو «لجنة تنسيق الاسطول العالمي 2» بياناً أول من امس في باريس، رأت فيه ان موقع «إي نت»، الذي نشر «الخبر»، «هو اداة بروباغندا اسرائيلية، يخترع الاكاذيب». وأضاف البيان «ان هذا الموقع الشهير بكونه الأكثر زيارة بين المواقع الاسرائيلية، يعود لمجموعة يديعوت أحرونوت، الجريدة الأولى في اسرائيل. ومع انه محترف، يبدو انه يفبرك «حقائقه» بنفسه. ففي الحقيقة، هناك مركب فرنسي سيتوجه الى غزة نهاية الشهر الجاري. لا بل هناك اثنان بدلاً من واحد. اكثر من ذلك، هناك المئات من المسجلين اسماءهم للقيام بالرحلة (وسيكون علينا ان نختار من بينهم)، منهم نواب اوروبيون وفرنسيون وصحافيون في وسائل اعلام فرنسية». ويتابع البيان «ان المركب الفرنسي هو جزء من اسطول الحرية العالمي 2، وسيرسو، كباقي مراكب الأسطول، في غزة نهاية الشهر. لكن ليس هذا هو الموضوع. فما اهمية ان يكون هناك مركب فرنسي متوجه الى غزة؟ ولم هذا الأسطول؟». لا يتأخر البيان عن الإجابة «ان التقرير الأخير للأونروا صدر عملياً في اليوم ذاته لأكاذيب «إي نت». وقد جرد التقرير محصلة اربع سنوات من الحصار المفروض على غزة. هكذا، يتحدث التقرير عن كارثة انسانية لا تتوقف عن التفاقم. فنصف سكان القطاع اي ما يعادل مليوناً و657 الف نسمة، لا يعملون. والذين يعيشون بأقل من دولار وربع الدولار في اليوم (أقل من يورو واحد) يقدر عددهم بـ300 الف شخص حسب البنك الدولي. هذا الرقم تضاعف 3 مرات منذ بدء الحصار. فوق ذلك، كل شيء مفقود في غزة: الأدوية، والوقود الضروري لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات، بما ان معظم محطات الكهرباء قصفها الجيش الاسرائيلي. كل شيء معلق وفي تدهور مستمر في غزة. ما جعل القطاع يستحق ان يسمى فعلاً: السجن الاكبر في الهواء الطلق في العالم، وحسب تقرير الأونروا، إحدى افقر بقاع الارض».
ويضيف البيان «إذا كانت الامم المتحدة مشلولة بتوازناتها الداخلية وغير قادرة على تنفيذ قراراتها، فإن الرجال والنساء الاحرار في العالم، لديهم الحق، لا بل واجب التصرف للفت انتباه العالم الى وضع غزة هذا. هذه هي اهداف اسطول الحرية 2، والتي تشكل المراكب الفرنسية جزءاً منها. عشرات آلاف المواطنين شاركوا في حملة «مركب من اجل غزة» لقد وتبرعوا بـ600 الف يورو لشراء المراكب: نظموا حفلات موسيقية، جولات في كل فرنسا من اجل هذه الحملة. لقد شاركت في هذه الحملة جمعيات يهودية، فرنسية، واوروبية، وهم سيبحرون مع الاسطول لفضح ما يحصل من استغلال (إسرائيل) لصفة «يهودي» والتلاعب الخطر والمقرف بما يسمى وهمياً «الجالية اليهودية» في فرنسا لتصويرها وكأنها تحت امر الحكومة الاسرائيلية».
وعلمت «الأخبار» ان موقعاً صهيونياً فرنسياً على الانترنت، نشر، في سياق الضغط على الفرنسيين المشاركين في الحملة، اسماء 500 فرنسي مسجل في اسطول الحرية العالمي 2 بمن فيهم حتى مخاتير بلدات صغيرة بالأطراف، وذلك تحت عنوان: «المبيدون الجدد لليهود في فرنسا». ما يشير الى فقدان هؤلاء توازنهم. فنشر الاسماء تحت هذا العنوان يعدّ تحريضاً على القتل ويطوله القانون الفرنسي. ومن المتوقع ان تلاحق الحملة هؤلاء قانونياً.
إلى ذلك، قال نشطاء أتراك إن أسطول مساعدات سيبحر إلى غزة هذا الشهر في تحدّ للحصار الإسرائيلي للقطاع، لكن دون السفينة مافي مرمرة التي اقتحمتها قوات إسرائيلية خاصة قبل عام. وقال بولنت يلديريم، رئيس هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية (آي. اتش. اتش) الإسلامية التركية في مؤتمر صحافي «عانت مافي مرمرة للأسف من أضرار جسيمة بحيث لا يمكن أن تكون مستعدة للإبحار في الوقت المزمع». إلّا أن يلديريم أكد انه رغم عدم إرسال «مافي مرمرة» مع الأسطول ستبقى المؤسسة التركية جزءاً من المجموعة الدولية التي تنظم الرحلة إلى غزة. وقال في حديث إلى موقع صحيفة «حرييت» ان سفينة الشحن الأخرى التي تملكها المؤسسة لن تبحر أيضاً مع الأسطول. وأضاف أن عشر سفن ستبحر إلى غزة من موانئ أوروبية مختلفة في 25 حزيران.
(الأخبار)