حذّر وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، من أن «نواحي القصور» المادية أو السياسية لدى حلف شمالي الأطلسي يمكن أن «تهدّد» نجاح مهمة الحلف في ليبيا، حيث رأى وزير الدفاع البريطاني، ليام فوكس، أن العمل العسكري ضروري وقانوني وصحيح في هذا البلد.في هذه الأثناء، بدأت موسكو خطوات ملموسة للقيام بوساطة بين المعارضة والنظام في ليبيا، حيث أعلن المبعوث الرئاسي الروسي إلى أفريقيا، ميخائيل مارغيلوف، استعداد بلاده لعرض «خريطة طريق» لتسوية الأزمة الليبية بعد زيارته لطرابلس، ملمّحاً إلى إمكان حصول مفاوضات بين أحد أبناء القذافي وممثلي المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية.
وقال مارغيلوف الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي، خلال مؤتمر صحافي، «نحن مستعدون لعرض الخطوط العريضة لخريطة طريق لتسوية النزاع في ليبيا بعد زيارتي طرابلس»، موضحاً «ننتظر من حلف شمالي الأطلسي إذناً لرحلة جوية». وأضاف أنه ينوي خلال زيارته التي لم يتحدث عن موعد محدد لها، للعاصمة الليبية، أن يلتقي برئيس الوزراء البغدادي محمودي، ووزير الخارجية عبد العاطي العبيدي، وغيرهما من الوزراء. ولم يستثن مارغيلوف احتمال حصول مفاوضات بين أحد أبناء القذافي وممثلي المجلس الانتقالي. وقال إن «نجاح أيّ مفاوضات بشأن السلام مرهون بعدم وجود دعاية إعلامية لها، وسرية تفاصيلها». وتابع قائلاً «تلقيت طلباً من المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض بأن تنضم روسيا إلى مجموعة الاتصال، وقد نقلت الطلب إلى الرئيس الروسي (ديمتري ميدفيديف) وأنتظر مزيداً من التوجيهات».
وكان مارغيلوف قد زار يوم الثلاثاء الماضي مدينة بنغازي، والتقى مع رئيس المجلس الوطني، مصطفى عبد الجليل، وزعماء آخرين في المعارضة.
وفي السياق، كشفت صحيفة «إندبندنت» أن نظام الزعيم الليبي يتفاوض على صفقة سرية مع اليونان لاستخدام 12 مليار جنيه استرليني، أي ما يعادل 20 مليار دولار، من أمواله المجمدة في الخارج للإغاثة الإنسانية، لمصلحة كلا الجانبين في الحرب الأهلية، في إطار خطوة قال مسؤولون في طرابلس إنها تهدف إلى تمهيد الطريق أمام فتح مفاوضات سلام. وقالت الصحيفة إن المحادثات جرت في العاصمة الليبية طرابلس بين فريق قاده دبلوماسي سابق مقرّب من رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو، وأعضاء في النظام الليبي من بينهم رئيس الوزراء البغدادي المحمودي.
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الأميركي «في ما يتعلق بعملية الحلف الأطلسي في ليبيا، بات جلياًَ أن نواحي القصور في القدرة أو الإرادة يمكن أن تهدد قدرة التحالف على القيام بمهمة متكاملة وناجحة وقادرة على الاستمرار جواً وبحراً». وأضاف وزير الدفاع الأميركي، الذي يلتقي نظراءه من الدول الـ28 الأعضاء في الحلف الأطلسي اليوم السبت في بروكسل. أن مستقبل الأطلسي يمكن أن يكون «قاتماً» إذا لم يوظف الحلفاء استثمارات عسكرية كافية، بينما يخوض الحلف حرباً على جبهتين في ليبيا وأفغانستان.
بدوره، رأى وزير الدفاع البريطاني، في مقال نشرته صحيفة «ديلي تلغراف»، أن العمل العسكري في ليبيا «يواجه تحدياً أيضاً، ولا نستطيع تأكيد ما إذا كان سينتهي الأسبوع المقبل أو الشهر المقبل، لأن محور استراتيجيتنا هو حماية المدنيين، مع أن العمل العسكري لا يخلو من المخاطر، لكن الأطلسي وضع إجراءات صارمة للتقليل من الخسائر في صفوفهم».
ميدانياً، نفى حلف شمالي الأطلسي ما جاء في تقرير أورده التلفزيون الليبي أفاد بأن القوات الليبية أسقطت مروحية تابعة له في البحر قبالة بلدة زليطن.
من جهة ثانية، أعلنت الحكومة الأوسترالية أنها ستستمر بالاعتراف بالسفير الليبي لدى كانبيرا، المعيّن من قبل حكومة العقيد القذافي، على الرغم من أن وزير الخارجية كيفن رود أعلن أمس، من أبو ظبي، الاعتراف بالمجلس الوطني ممثّلاً للشعب الليبي.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)