أعلنت طهران، أمس، أنها تريد إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 في المئة في موقع «فوردو» الجديد جنوب طهران، وبالتالي زيادة قدرتها الإنتاجية ثلاثة أضعاف، وذلك رغم الضغوط والعقوبات الدولية على برنامجها النووي. وقال رئيس الوكالة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي دواني، «سننقل نشاطات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة هذا العام من موقع ناتنز إلى فوردو، وذلك تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسنزيد بالتالي قدرتنا الإنتاجية ثلاثة أضعاف»، حسبما نقل عنه موقع التلفزيون الرسمي. وتابع دواني «عندما نزيد قدرتنا الإنتاجية ثلاثة أضعاف في فوردو، سنوقف عمليات التخصيب بنسبة 20 في المئة في ناتنز» وسط البلاد.
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن إعلان طهران يُعدّ «استفزازاً، ويزيد من قلق المجموعة الدولية إزاء تصلّب النظام الإيراني وانتهاكاته المستمرة للقانون الدولي».
وتنتج إيران اليورانيوم المخصّب بنسبة 3,5 في المئة في موقع ناتنز، وبدأت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة في الموقع نفسه في شباط الماضي. وبدأ إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 في المئة بعد فشل المفاوضات بين إيران ودول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) بشأن تزويد طهران بالوقود لمفاعل الأبحاث في طهران.
وأشار دواني إلى أن إيران ستُنتج في أيلول صفائح الوقود الأولى لمفاعل الأبحاث في طهران، وذلك بعد رفض الدول الغربية تزويد بلاده بها.
وكان دواني قد أعلن في مطلع نيسان أن بلاده ستواصل تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة لتزويد «أربعة إلى خمسة مفاعلات» للأبحاث النووية من المقرر إنشاؤها في السنوات المقبلة.
وعند تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، يصبح في الإمكان استخدامه لإنتاج الوقود للمنشآت المدنية. لكن إذا ارتفع إلى 90 في المئة، يصبح عندها ملائماً للاستخدام العسكري.
وتملك إيران مفاعل أبحاث طبية بقوة 5 ميغاواط شيّده أميركيون في طهران قبل الثورة الإسلامية عام 1979، وهو يستخدم خصوصاً لإنتاج النظائر المشعة.
كذلك تملك إيران أكثر من ثمانية آلاف جهاز طرد مركزي من الجيل الأول من طراز «إي ار-1»، تعمل 5860 منها لإنتاج اليورانيوم بنسبة 3,5 في المئة، حسبما ذكر التقرير الأخير لوكالة الطاقة في أيار الماضي.
من جهة أخرى، اتهمت إيران الولايات المتحدة الأميركية بالعمل على جرّها إلى نزاعات مسلحة في المنطقة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، إن الولايات المتحدة «تسعى جاهدة إلى تعريف دول أخرى، عوضاً عن الكيان الصهيوني، كمصدر تهديد في المنطقة، وتعمل بقوة لجرّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى نزاعات مسلحة». وأضاف أن الولايات المتحدة «تعمل جاهدة لنشوب نزاعات مسلحة بين دول المنطقة». وقال مهمانبرست «يجب علينا التحلي بالوعي واليقظة حيال مخططات الولايات المتحدة الرامية لبث الفرقة والشقاق وإثارة الفتن في المنطقة». وتابع المتحدث الإيراني أن الأميركيين يعتقدون بأن «إلهاء دول المنطقة في نزاعات مسلحة يصبّ في مصلحة الكيان الصهيوني الغاصب».
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد حذر طهران، أول من أمس، من أن الولايات المتحدة وحلفاءها قد يفرضون مزيداً من العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، بعدما قالت إيران ما من عرض من القوى الكبرى يمكن أن يوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
(يو بي آي، أ ف ب)