كشفت صحيفة «صندي تايمز»، أمس، أن سفن الشحن التابعة لشركة ملاحة إسرائيلية اتُّهمت بانتهاك الحظر المفروض على التعامل التجاري مع إيران، كانت في الواقع تحمل قوات خاصة إسرائيلية. وقالت الصحيفة إن خبراء عسكريين احتملوا أن سفن الشحن التي يملكها الأخوان سامي ويولي عوفر كانت تنقل مروحيات من طراز «بلاك هوك» مخبّأة في حاويات ومعدّة لفرق من القوات الخاصة، للقيام بمهمات استطلاع وتجسّس على المنشآت النووية السرية لدى إيران. وأضافت أن الهدف من استخدام سفن شحن عملاقة تحمل مروحيات ورجالاً مختبئين داخل حاويات على السطح هو «تمكين القوات الإسرائيلية من الاقتراب من الساحل الإيراني من دون إثارة الشبهات». وقالت إن السفن الثلاث عشرة المملوكة لـ«عوفر إخوان» رست في ميناء بندر عباس في جزيرة خرج الواقعة جنوب إيران.
وكانت تقارير إسرائيلية قد لمّحت إلى أن اتصالات مجموعة «عوفر» بإيران قد تكون جرت بترخيص من إسرائيل، لكن الأخيرة نفت ذلك على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، وأعلنت أن الأمر خاص بالشركة وبالولايات المتحدة. وقالت الصحيفة إن اللافت في الأمر أن نتنياهو كان قد أثنى على سامي عوفر الذي توفي الأسبوع الماضي، بعد أسبوع من توجيه الاتهامات إلى شركته، ووصفه بأنه «صهيوني حتى النخاع».
في الشأن الإيراني الداخلي، دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، معسكر المحافظين الحاكم إلى وضع حدّ لانشقاقاته.
وفي خطاب متلفز ألقاه أمام مئات آلاف أنصار النظام في ضريح الإمام الخميني جنوب طهران، في ذكرى وفاته، قال خامنئي «في البلاد هناك مواقف سياسية مختلفة... إذا لم يحاول أحد قلب النظام ولا خيانته ولا تنفيذ مخططات الأعداء، لكنه لا يشاطركم الرأي، فلا يجب أن تحرموه» من حقه في التعبير. وأضاف أن «الإيمان لا يعني إهانة المعارضين»، مؤكداً أنه لا ينبغي «حرمان» جزء من المجتمع من حريته «باسم الثورة... وباسم الاختلافات السياسية». كذلك دعم الحكومة، مؤكداً أن «المسؤولين تمكّنوا من إنجاز أمور كبيرة، بنى تحتية كبيرة... سيرى الناس نتائجها في مستقبل قريب أو بعيد».
وشنّ قسم من المحافظين الذين يحكمون البلاد، خلال الأسابيع الأخيرة، هجمات عنيفة على مقرّبين من الرئيس محمود أحمدي نجاد، ولا سيما رئيس ديوانه إسفنديار رحيم مشائي، المتهم بتزعّم «مجموعة منحرفة» قالوا إنها تهدف إلى نسف أسس الجمهورية الإسلامية.
وتزامنت الهجمات مع إعلان معسكر الرئيس نيّته تقديم مرشحيه إلى الانتخابات التشريعية في آذار 2012 ضد الغالبية المحافظة التي تهيمن حالياً على البرلمان، ويتزعمها تيار ديني محافظ تابع للمرشد الأعلى.
من جهة أخرى، ذكر موقع «كلمة»، التابع للمعارضة الإيرانية، على شبكة الإنترنت، أنه ألقي القبض على عشرات الأشخاص، أول من أمس، أثناء إحياء ذكرى الناشطة الإيرانية هالة صحابي التي توفيت في جنازة والدها الأسبوع الماضي، بعد اشتباك بالأيدي مع قوات الأمن. وذكر الموقع أن قوات الأمن في طهران ضربت العديد من المعزين خلال إحياء الذكرى.
إلى ذلك، قال مسؤولون أميركيون إن أكثر من 270 شخصاً وقّعوا على عريضة عبر الإنترنت لمشاركة والدتي الأميركيين، شاين بوير وجوش فتال اللذين تحتجزهما إيران بتهمة التجسس، في إضرابهما عن الطعام. وذكرت صحيفة «لوس أنجلس تايمز» أن سارة شورد التي كانت محتجزة أيضاً مع الشابين وأطلق سراحها بكفالة مالية ستنضم إلى المضربين عن الطعام.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)