نقلت وسائل الإعلام الباكستانية عن القيادي في الشرطة أكبر حطي أن 87 شخصاً قُتلوا وأصيب العشرات بجروح في انفجارين استهدفا مركز تدريب قوات أمن في بلدة تشارسادا في بيشاور. ووقع الانفجار الأول فيما كان متدرّبون جدد يصعدون على متن حافلات للعودة إلى منازلهم لقضاء إجازة، وكانوا يرتدون ملابس مدنيّة. وبينما كان رجال الشرطة والإسعاف يهرعون لمساعدة الجرحى، فجّر انتحاري ثانٍ على دراجة نارية عبوته مسبّباً مجزرة ثانية.
وقُدّر حجم العبوتين بين 8 و10 كيلوغرامات من المواد الناسفة.
وأوضح مسؤول في الشرطة أن الانتحاريين وصلا إلى المركز على متن دراجتين ناريتين وفجّرا نفسيهما عند البوابة الرئيسية.
وهذا الهجوم هو الأكبر الذي تشهده باكستان منذ إعلان مقتل بن لادن.
وتبنّت حركة «طالبان» الهجومين، وقال المتحدث إحسان الله إحسان إنها «أول عملية انتقامية لاستشهاد أسامة (بن لادن) نفذها اثنان من مقاتلينا». وأضاف متوعّداً «توقعوا هجمات أقوى في باكستان وأفغانستان».
وتقع شبقدار عند مشارف المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان والتي تعدّ معقل «طالبان» الباكستانية وتنظيم «القاعدة» وتمثّل قاعدة خلفية لـ«طالبان» الأفغانية، ولا سيما لحركة حقاني العدو اللدود للقوات الأميركية التي يمثّل جنودها ثلثي القوات الدولية المنتشرة في
أفغانستان.
وقد أدان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الحكومة يوسف رضا جيلاني التفجيرين الانتحاريين. وقال زرداري إن الشعب والحكومة «مصممان على هزم الإرهاب» وإن الأمة موحدة لمواجهته. فيما أشار جيلاني الى أن المسلحين لا يهتمون «لأرواح البشر أو للدين ويتبعون أجندة شريرة خاصة بهم».
وفي أول ردّ فعل دولي، أدانت بريطانيا التفجيرين الانتحاريين، وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «هذه الهجمات كانت جبانة وعشوائية وقتلت العديد من المارة الأبرياء، واستهدفت أولئك الذين يعملون على حماية باكستان، وهي تثبت مرة أخرى أن الجماعات المتطرفة لا تكترث بقيمة الحياة البشرية».
في المقابل، شنت طائرات الاستطلاع الأميركية غارة جوية على منطقة شمال وزيرستان القبلية وقتلت 4 أشخاص. ونقلت قناة «آري» الباكستانية عن مسؤولين باكستانيين أن طائرة استطلاع أميركية أطلقت 4 صواريخ على سيارة في بلدة داتا خل في منطقة شمال وزيرستان القبلية، وأدّت الى مقتل 4 أشخاص على الأقل. وأضاف المسؤولان إنهما لا يعرفان هوية القتلى بالتحديد.
وفي تطورات مقتل زعيم «القاعدة»، ذكرت شبكة «سي أن أن» الأميركية أنّ مسؤولين في الاستخبارات الأميركية استجوبوا أرامل بن لادن الثلاث، تحت إشراف الاستخبارات الباكستانية، وقد كنّ عدائيّات تجاه الأميركيين.
ونقلت الشبكة عن مصادر باكستانية وأميركية أنه جرى استجواب النساء الثلاث معاً هذا الأسبوع.
وقال مسؤول حكومي باكستاني ومسؤولان أميركيان اثنان على اطلاع مباشر على المسألة إن النساء كنّ عدائيات تجاه الأميركيين، وقد تحدثت الزوجة الأكبر سناً
باسمهن.
وقال المسؤولون إن عناصر من الاستخبارات الباكستانية «آي أس آي» كانوا في الغرفة مع عملاء الاستخبارات الأميركيين، وقد أراد الأميركيون استجواب النساء، كل منهنّ على حدة، لمعرفة وتحديد مدى التطابق في ما يروينه.
وأوضح المسؤولون أن الاستجواب لم يفض إلى أي معلومات جديدة، مشيرين الى أنه لا يزال من المبكر التوصل إلى نتائج في التحقيق.
وشدد المسؤولون أنه على رغم التوتر في العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة، فإن تبادل المعلومات الاستخبارية بين البلدين لا يزال مستمراً.
وكانت زوجة بن لادن الأصغر سناً، اليمنية أمل أحمد عبد الفتاح (29 عاماً)، قد أصيبت بساقها خلال عملية مقتل بن لادن.
أما الأرملتان الأخريان فهما حسب مسؤول أميركي خيرية صابر المعروفة باسم «أم حمزة» وسهام صابر «أم خالد».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)