خاص بالموقع | تدل أولى نتائج فرز الاستفتاء، الذي أُجرى أول من أمس في الإكوادور، على أنّ الاقتراحات الموالية التي عُرضت على الناخبين فازت ولو بنسب متفاوتة، ولا سيما أنّ الرئيس رافائيل كوريا، قرر تنظيم هذا الاستفتاء بعد محاولة الانقلاب التي عاناها في شهر أيلول الماضي.وإذ يرى كوريا في هذا الاستفتاء تتمة ضرورية للدستور الجديد الذي أقر قبل سنتين، ترى فيه المعارضة فيه محاولةً أخيرة من كوريا لمدّ «سلطته الاستبدادية» على مجالات مثل القضاء والإعلام، ما زالت متفلّتة منها.
ويشمل الاستفتاء مواضيع شتى تطاول أموراً قضائية وأخرى إعلامية، وصولاً إلى مسائل متفرقة مثل تجريم العمل غير الشرعي ومنع الكازينوهات وأمكنة لعب القمار وتحريم مصارعة الثيران.
أما المواضيع القضائية، فتتطرّق إلى مسألة تشديد شروط السجن الاحتياطي، والأهمّ إعطاء صلاحيات خلال 18 شهراً للجنة مؤقتة لإعادة هيكلة السلطة القضائية وتعديل تشكيلة مجلس القضاء الأعلى.
وفي ما يتعلق بالمسائل الإعلامية، فالهدف هو منع القطاع المصرفي من تملّك أسهم في القطاع الإعلامي، كما تتضمن إنشاء هيئة مراقبة قادرة على التدقيق في المضمون الأخلاقي، وفي مقاضاة صحافيين اقترفوا القدح والذم.
وتعدّ الأجوبة ملزمة للمشترعين باستثناء السؤال المتعلق بمصارعة الثيران الذي ستطبّق نتيجته مناطقياً.
وتميزت الحملة الانتخابية بالاستقطاب الذي حوّلها إلى اقتراع على أداء الرئيس كوريا، فيما تجمّعت حول راية رفض الإصلاحيين القضائي والإعلامي كل أطياف المشهد السياسي الذي ضم من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين. والتحق حلفاء سابقون للرئيس كوريا من داخل حزبه، كرئيس الجمعية التأسيسية السابق ألبرتو أكوستا، ومن خارجه، كحزب باتشاكوتي الهندي، بمعارضة الأحزاب التقليدية، التي يمثّل خايمي نابوت (العربي الأصل) رئيس بلدية مدينة غواياكيل والرئيس السابق لوسيو غوتييرز، أبرز ممثلّيها.
كلا الطرفين، وفي أفقهما الانتخابات الرئاسية بعد سنتين ـــــ يخرجان من الاستحقاق راضيَين: كوريا لأنه حقق فوزه الانتخابي السادس على التوالي، وهذه المرة وحده ضد الجميع، فضلاً عن شرعنة الإصلاحات التي يراها ضرورية لسلطته، إلا أن المعارضة ترى عن حق أيضاً أن النتائج بعيدة عن تلك التي كان يتوقعها كوريا.
وإذا صحّ أن الاستفتاء تقويم لأدائه، فهذا يعني أن الأكثرية ما زالت إلى جانب الرئيس، لكنها على تراجع ملحوظ مقارنةً بأيّ استحقاق انتخابي سابق. وهناك احتمال ـــــ ولو صغيراً ـــــ لأن يخسر السؤال عن هيئة مراقبة الإعلام (الذي هو أحد أهم سؤالين بالنسبة إلى كوريا).
وتنظر المعارضة إلى نتيجة الاستفتاء بالرضى والتفاؤل، لأنها ترى فيه تغييراً في المسار العام، وتوقفاً لشعبية كوريا المتصاعدة، وتوغلاً عنده في طريق تفردي لا عودة عنه.