يبدو أن الولايات المتحدة تعمل على إقناع حلفائها بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، فيما حذّرت «هآرتس» من انتفاضة ثالثة على خلفية الاعترافأعلن السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايكل أورن، أن الولايات المتحدة تحاول إقناع حلفائها بعدم تأييد اعتراف دولي بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية. وقال للإذاعة الإسرائيلية العامة إن واشنطن «تحاول إقناع حلفائها بأن إعلاناً أحادي الجانب عن دولة فلسطينية لن يدفع السلام، بل سيشجع على حرب في منطقتنا»، مضيفاً أن «موقف الإدارة الأميركية يتمثل في أنه لا بديل للمفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين». وتابع أن الولايات المتحدة وإسرائيل «تعملان بتعاون وثيق من أجل إعادة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، وبدء عملية سلام تنجم عنها دولتان للشعبين».
من جهة ثانية، كتب المحلل السياسي في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، ألوف بن، أن «الانتفاضة الثالثة حتمية، وأنها ستندلع في حال اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، لأن القرار لن ينفذ تلقائياً وسيشن الفلسطينيون حرباً للمطالبة بحقوقهم السيادية وطرد الجيش الإسرائيلي من أراضيهم». وأضاف أن توقيت الانتفاضة الثالثة والسبب المباشر لاندلاعها غير معروفين بعد، «لكن ليس مؤكداً انتظار الفلسطينيون الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول».
واستبعد بن أن يتمكن نتنياهو من إقناع الزعماء الأوروبيين خلال جولته الأوروبية الأسبوع المقبل، بمعارضة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكن حتى لو تمكن من إقناع قسم منهم، فإن «القرار سيمر بغالبية كبيرة والانتفاضة ستندلع في الغد». ورأى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الصورة) وقع في فخ نصبه الرئيسان الفلسطيني محمود عباس والأميركي باراك أوباما، وخصوصاً بعدما رفض الاستمرار في عملية أنابوليس وخريطة التسوية التي رسمها سلفه ايهود أولمرت. وخلص إلى أن «الوقت الآن بات متأخراً والعالم ينظر إلى نتنياهو على أنه رافض للسلام وعنيد ويتمنى سقوطه».
بدوره، أشار رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، غيورا آيلاند، إلى أنه إضافة إلى الضغوط الخارجية على إسرائيل للاعتراف بدولة فلسطينية، أخذت تتعالى أصوات من داخلها تطالب بذلك، بينها مجموعة المثقفين التي وقّعت على عريضة قبل أسبوع تطالب بدعم قرار يصدر عن الأمم المتحدة بهذا الصدد.
لكن آيلاند رأى أنه لا يمكن إسرائيل أن توقع على اتفاق سلام من دون أن يعترف الفلسطينيون بيهودية إسرائيل. ووصف إصرار إسرائيل على ثلاثة شروط لاتفاق مع الفلسطينيين، تتمثل بالتنازل عن حق العودة للاجئين، ونهاية الصراع، ويهودية إسرائيل، بأنها «مصيرية».
إلى ذلك، أعلن جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة المقالة التي تديرها حركة «حماس» في قطاع غزة اعتقال عدد من الفلسطينيين بتهمة التخابر مع إسرائيل. وقال المسؤول في جهاز الأمن الداخلي محمد لافي في تصريح لصحيفة «فلسطين» اليومية الصادرة في غزة: «اعتقلنا عدداً من المتخابرين مع الاحتلال في الأيام الأخيرة»، من دون أن يشير إلى عدد المعتقلين.
وأوضح لافي قائلاً «إن الكثير من العملاء الذين اعتُقلوا اعترفوا بالتُّهم المنسوبة إليهم من أول جلسة تحقيق، ومن دون أخذ وقت أو استمرار في الأسئلة».
(يو بي آي، أف ب، الأخبار)