خاص بالموقع- في اليوم التالي لصدور أول استطلاع رأي للانتخابات الرئاسية في البيرو، الذي دلّ على تقدم مرشح اليسار أونطا هومايا بـ42 في المئة من الأصوات مقابل 36 في المئة، سارعت مرشحة اليمين، كيكو فوجيموري، إلى التخلي عن والدها، ألبرتو فوجيموري، الذي حكم البيرو بين عامي 1990 و2000، والذي من أجله دخلت العمل السياسي، والذي أيضاً بواسطته وكفاءتها وصلت إلى حيث وصلت.
وبعدما تأكدت أن الصوت «الفوجيموري»، الذي سمح لها بالوصول إلى الدورة الثانية، لن يكون كافياً لإدراكها الرئاسة، بدأت تأخذ المسافة التي تليق بالتي أصبحت الآن مرشحة «المعجزة الاقتصادية».
وبعدما أعلنت قبل أسابيع أن الفوجيمورية «أحسن حقبة عاشتها البيرو»، أوضحت كيكو فوجيموري «كممثلة للتيار الفوجيموري، أشعر بأن علي أن أعتذر عن الأخطاء والجرائم التي ارتُكبت في هذه الحقبة».
أكثر من ذلك، أقسمت «بالله العظيم» إنها لن تعفو عن والدها إذا وصلت إلى الرئاسة، بعد 5 حزيران موعد الدورة الثانية للانتخابات، مع أنها كانت تقول العكس قبل أسابيع.
الفارق مع خصمها ليس بشاسع، والحائرون ما زالوا 20 في المئة من الجسم الانتخابي، لكن ما برر هذا الوضع هو أن 68 في المئة من الناخبين يعارضون الإعفاء عنه، و68 في المئة آخرون يعتقدون أنها ستعفو عنه.
في هذا الوقت، ينتظر ألبرتو فوجيموري، المُدان بارتكاب جرائم بحق معارضيه وبالفساد، سباق انتخابات البيرو ككل مرّة منذ هروبه. معركة تحسم بالدورة الثانية بين الاسوأ والأقل سوءاً: هكذا فاز أليخاندرو توليدو على ألان غارسيا قبل عشر سنوات، وهكذا فاز الان غارسيا على هومايا في المرة الماضية.
وقد يفوز هومايا هذه المرة بصفته الأقل سوءاً إذا نجح في إبعاد حملة التخويف عنه ونقلها إلى عودة خطر الفوجيمورية.
من جهة ثانية، ومن أجل إبعاد التخويف عنه، ابتعد هومايا عن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، واقترب من الرئيس البرازيلي السابق ايناسيو لولا دا سيلفا، بإخراجه وبإلهامه، فافتقاده أكثرية برلمانية أجاز له التخلي سريعاً عن «الراديكالي للبحث عن التوافق».
وما صار يقترحه هومايا هو التغيير بواسطة التوزيع، من داخل النظام والدستور وحتى المعجزة. المرشح اليساري بات يمثّل دخول شرائح جديدة اجتماعية وجغرافية في اللعبة السياسية. أما تغييره الشخصي (إزالة كل أشكال التعصب من وجهه واستبدال البزة العسكرية ببزة أب من عائلة عادية)، فبدأه بعد خسارته قبل 5 سنوات، عندما أدرك علو الحائط الذي كان يحول بينه وبين الكرسي، وجعل الناخبين يفضلون آلان غارسيا، المكروه، عليه.
هل يعدّونه هذه المرة أقل سوءاً من عودة الفوجيمورية؟ هذا تقريباً ما قاله بالحرف الواحد ماريو فارغاس، الحائز جائزة نوبل للأدب، ماريو فارغاس لوسا، المرشح الخاسر ضد ألبرتو فوجيموري عام 1990 «من دون سعادة وبمخاوف جمّة، سأقترع لهومايا لأن الاقتراع لعودة الدكتاتورية هو أسوأ درس يستطيع أن يلقّنه شعب لذاته».