بعد أسبوعين من إجراء الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية في البيرو، صدر أول استطلاع رأي وبيّن أن العسكري القومي المتقاعد الذي يؤيده اليسار أوونطا هومايا، يتقدم على كيكو فوجيموري ابنة الديكتاتور اليميني ألبرتو فوجيموري الذي حكم البيرو في آخر عقد القرن العشرين. ونال هومايا 42% من الأصوات، فيما حصلت فوجيموري على 36% وتوزع الباقون بين 12% قرروا عدم التصويت في الدورة الثانية المنوي إجراؤها في 5 حزيران و10% حائرون حتى هذه اللحظة.وهذا أول استفتاء رأي منذ الدورة الأولى التي جرت في 10 نيسان الجاري، ونال فيها هومايا 31،7 من الأصوات، فيما نالت فوجيموري 23،5، ما يمثّل فارق مليون ومئتي ألف صوت. والاستطلاع يدل على أن الدورة الثانية هي سباق لاستقطاب أصوات الوسط؛ نظراً إلى أن المرشحَين المؤهلَين كانا يمثلان طرفي الحلبة السياسية. وقال هومايا: «نتلقى نتائج الاستطلاع بتواضع وبعزيمة مضاعفة للعمل على توليد الثقة بين الناخبين الذين لم يصوتوا لنا، ولجعل الأمل يهزم حملة الخوف»، مؤكداً أنه سيؤلف حكومة توافقية، وقد نجح في الأيام الأخيرة باستقطاب عدد من الاختصاصيين والمثقفين والفنانين من اتجاهات سياسية أخرى. ومن أبرز تلك الوجوه ماريو فارغاس لوسا، حائز جائزة نوبل للأدب، الذي أعلن تأييده لهومايا «رغم الفوارق الشاسعة؛ لأن دعم فوجيموري يعود إلى شرعنة أسوأ ديكتاتورية عانينا منها». من جهتها، رأت فوجيموري أن «الفارق ضئيل مع الخصم» و«أن كل جهدي منصب على استقطاب الحائرين الكفيلين بتغيير هذه النتيجة الأولية». وتعاني كيكو من قبولها مرشحة وتنديد أكثرية الشعب لما مثله والدها المعتقل، وهناك خشية من أن يتحول إذا فازت ابنته إلى حاكم البلد بالفعل. وتدعم فوجيموري أكثرية الشركات الكبيرة المستفيدة من المعجزة الاقتصادية، وأيضاً أكثرية الصحف التي أخذت تعاني أزمة داخلية في صفوفها نتيجة انتفاض عدد من الصحافيين على خط أصحاب المؤسسات الإعلامية. ونجح هومايا في الأسبوعين الأولين من حملة الدورة الثانية في ضم كوادر أساسيين من حملة الرئيس السابق أليخندرو توليدو الذي حل رابعاً إلى فريقه، فيما يبدو أن أكثرية ناخبي المرشح الليبرالي الذي حل ثالثاً سيصوتون لفوجيموري.
جغرافياً، يتقدم هومايا في الداخل وفي الضواحي بـ47% من الأصوات مقابل 33%، فيما تتقدم فوجيموري في العاصمة بـ43% من الأصوات مقابل 35%. طبقياً، تتقدم فوجيموري بين الفئات الميسورة وفي الطبقات الوسطى العالية، ويفوز هومايا بين الطبقات الوسطى والطبقات الوسطى المتدنية. والصراع على أشده بين الفقراء، حيث المرشحان متعادلان. مهما يكن، ما زالت الحملة الانتخابية طويلة وقد تعرف تقلبات في الأيام الأربعين الباقية، وفي كل الأحوال، يتفق المراقبون على أن الفارق سيكون ضيقاً جداً بين المرشحين لحظة فتح الصناديق.