غزة | أبحر نشطاء أجانب مساندون للفلسطينيين، أمس، على متن قارب صغير قبالة سواحل مدينة غزة، تنفيذاً لمشروع «إبحار القارب»، ويهدف إلى مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصيادين الفلسطينيين وتوثيقها. وأطلق المشروع، الذي يحمل اسم «أوليفا»، فريق خدمة وسلامة المدنيين في غزة، الذي يضم نشطاء سلام أجانب من دول مختلفة كإسبانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وبلجيكا، إضافة إلى صيادي غزة في المياه الفلسطينية.وأعلن القائمون على المشروع، أنهم يعتزمون جمع المعلومات وتسجيلات مصورة بخصوص الانتهاكات الإسرائيلية شبه اليومية بحق الصيادين لنشرها عبر وسائل الإعلام ومؤسسات حقوق الإنسان.
ويقول المتضامنون إن الناشط الإيطالي فيتوريو أريغوني، الذي قتلته مجموعة سلفية متشدّدة في قطاع غزة الجمعة الماضي، ساهم في مشروع إطلاق القارب واختيار اسمه، وكان من المفترض أن يقود القارب في أولى رحلاته. وردّد النشطاء، الذين شاركوا في فعالية إطلاق القارب، هتافات «فيتوريو مع الصيادين... فيتوريو ابن فلسطين»، «مكتوب على السفينة... فيتوريو ابن المينا» و«يا فيكتور ودعناك... مينا غزة ما بتنساك».
من جهة ثانية، أبدى نائب رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان جبر وشاح، الذي شارك في مشروع إطلاق القارب، ثقته بقدرة المتضامنين عبر هذا المشروع على توثيق أي انتهاكات «إسرائيلية» يتعرض لها الصيادون وفضحها.
وكانت إسرائيل قد قلصت المساحة المحددة للصيادين للإبحار من 20 ميلاً بحرياً، حسب اتفاق أوسلو مع منظمة التحرير عام 1993 إلى ثلاثة أميال بحرية فقط، ما كبّد الصيادين في غزة خسائر فادحة.
ووفقا لإحصائيات من مركز الميزان لحقوق الإنسان أجريت في الربع الأخير من عام 2010، فقد جعلت السياسات الإسرائيلية الصيادين من أكثر الجماعات السكانية فقراً في القطاع.
وبحسب معطيات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن نحو أربعة آلاف صياد، أي نحو 90 في المئة من الصيادين في غزة، يعدّون إما فقراء (بمعدل دخل يقارب 100 إلى 190 دولاراً أميركياً) أو تحت خط الفقر.
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، خلال مشاركته في افتتاح المؤتمر الدولي السادس للمقاومة الشعبية في بلعين بالضفة الغربية المحتلة أمس، إن «مقتل اريغوني كان ضربة مؤلمة لنا وللمتضامنين الأجانب». وأضاف «لكن هذه المشاركة الواسعة في مؤتمر بلعين للمقاومة الشعبية اليوم تطمئننا إلى أن حركة التضامن الدولية لا تزال قوية وواسعة».