واشنطن| يسعى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، خلال زيارته واشنطن، إلى إقناع الإدارة الأميركية ببذل جهودها لمنع الأمم المتحدة من الاعتراف بقيام دولة فلسطينية على حدود حزيران عام 1967، تزامناً مع تأكيد أميركي رفض إعلان دولة فلسطينية من طرف واحد. ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، الوقت الراهن بأنه «وقت الفرص العظيمة، ووقت العديد من التحدّيات».
وقالت خلال لقائها بيريز في وقت متأخر من يوم أمس، إن مهمّة الولايات المتحدة وإسرائيل هي «تعميق شراكتهما وتوسيع صداقتهما وعلاقاتهما للبحث عن سبل العمل معاً في المستقبل، تحقيقاً لوعد بيريز بمستقبل أفضل لأطفال إسرائيل وجميع دول المنطقة». وأشادت كلينتون ببيريز عشية لقاء الأخير الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، قائلة إنه «زعيم يتمتّع بسمعة والتزام متميّزين».
في المقابل، أكد مسؤول ملف الخليج وإيران والشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، دينيس روس، معارضة الولايات المتحدة إعلان دولة فلسطينية من طرف واحد، مشيراً إلى أن التطورات الأخيرة في العالم العربي تزيد من حاجة إسرائيل إلى ضمانات أمنية ملموسة في مقابل تنازلات للفلسطينيين.
وقال روس، في خطاب أمام رابطة مكافحة تشويه السمعة اليهودية، «أوضحنا مراراً أن الطريق إلى إقامة دولة فلسطينية، هو من خلال المفاوضات وليس عبر الإعلانات الأحادية، أو الذهاب إلى الأمم المتحدة». وأضاف إن «الضمانات الأمنية التي تسعى إليها إسرائيل تجاه اتفاق سلام مع الفلسطينيين دقيقة، وخصوصاً خلال هذا الوقت من التغيير».
من جهة ثانية، رفض الناطق باسم البيت الأبيض غاري كارني التعليق على سؤال بشأن موقف أوباما من إعطاء دولة فلسطين مقعداً في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأشار إلى أنه «لا يريد التطرق لمفاوضات تسوية الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، وأنه يمكن توجيه هذا السؤال للخارجية الأميركية».
في هذا الوقت، أعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، تعليقاً على إعادة ريتشارد غولدستون النظر بتقريره بشأن الانتهاكات التي اقترفتها إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة في نهاية عام 2008، «أوضحنا منذ قدّم تقرير غولدستون، وأصررنا على أننا لم نجد أي دليل على أن الحكومة الإسرائيلية تعمّدت قتل مدنيين، أو ارتكبت أيّ جرائم حرب».
على صعيد آخر، أعلنت 40 شخصية إسرائيلية بارزة، بينها قادة سابقون في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد والشين بيت)، والجيش، وأكاديميون يساريون، ورجال أعمال، وابن رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين (الذي اغتيل عام 1995) وابنته، أنها بصدد إطلاق مبادرة للسلام مع العالم العربي اليوم، وتأمل أن تحظى بدعم شعبي وتأثير على الحكومة الإسرائيلية، التي تواجه ضغطاً دولياً لتحريك عملية السلام.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن المبادرة تحمل اسم «المبادرة الإسرائيلية للسلام»، وقد استوحيت خصوصاً من التغييرات التي تشهدها المنطقة، وصيغت في رد مباشر على مبادرة السلام العربية، التي أطلقتها الجامعة العربية عام 2002 ثم عام 2007.
وتدعو المبادرة الجديدة إلى قيام دولة فلسطينية على كل الضفة الغربية وغزة تقريباً وعاصمتها القدس الشرقية، وانسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان، ووضع مجموعة من الآليات الأمنية الإقليمية ومشاريع تعاون اقتصادي.
وقال داني ياتوم، وهو أحد الموقعين على الوثيقة ورئيس سابق للموساد: «نظرنا حولنا لنرى ماذا يحصل في الدول المجاورة وقلنا لأنفسنا: إنها مسألة وقت أن يرفع الجمهور الإسرائيلي صوته أيضاً. نشعر بأن هذه المبادرة يمكن أن تحصل على تأييد العديد من أعضاء المجتمع الإسرائيلي».
فلسطينياً، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس واشنطن بأن تصدر اللجنة الرباعية للشرق الأوسط بياناً يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان، ويحدّد مرجعية للمفاوضات من أجل عودة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن «عباس التقى في العاصمة الأردنية عمان ديفيد هيل مساعد المبعوث الأميركي لعملية السلام، جورج ميتشل، ونقل إليه هذا الشرط». وأضاف إن «عباس شدّد على الموقف الفلسطيني المطالب بضرورة صدور بيان واضح عن اللجنة الرباعية، يتضمّن وقف الاستيطان، وتحديد مرجعية للمفاوضات على أساس حل الدولتين على حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967». ويفترض أن تعقد اللجنة الرباهية اجتماعاً في باريس منتصف الشهر الجاري.