■ السيد جورج بوش كان كريماً بما فيه الكفاية مع إيران لإزالة نظامي طالبان وصدام حسين من أمامها. الآن الشعوب العربية تبدو أكثر كرماً، فها هو حسني مبارك قد ودع، والوضع في السعودية في حالة اهتزاز. كيف تنظرون إلى هذه المتغيرات في المشهد الجيواستراتيجي، وما هو تقدير الوضع لديكم؟- قبل كل شيء، الحوادث الراهنة في المنطقة، بلا شك، ستؤثر بإيجابية. هذا شيء معروف. لكن هل كنا نتوقع تطورات كهذه؟ في الحقيقة، لم يكن أحد منا يتصور شيئاً كهذا، وبتقديري أن ما حصل يشبه المعجزة.

هناك محاولات للإيحاء بأن ذلك كان مدبراً من دول كبرى، لكن هذا كله كلام بلا قيمة. ما جرى حدث جذري. الشعوب في المنطقة تبحث عن تقرير مصيرها. تريد استرجاع كرامتها، وإزالة الديكتاتوريات وما إلى ذلك. بالنسبة إلى الدوافع، الثورة الإسلامية حتماً كان لها دور في تحريك الشعوب في هذا الاتجاه، لكن من قاوم في لبنان ٣٣ يوماً، والمقاومة في غزة نموذجان أعطىا شعوب المنطقة إحساساً ويقيناً بأن الشعب ممكن أن ينتفض وأن يحصل على ما يريده. وعُمِّم الكلام الحكيم من مثل مقولة: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر. أرى المستقبل جيداً، على الرغم من ضغوط الغرب، وخصوصاً الأميركيين الذين يريدون أن يدخلوا في هذه الموجة من الحركات الشعبية ويصوروا أنفسهم على أنهم مع الشعوب، مع العلم بأن المرء يجب أن يسأل نفسه أن هؤلاء الحكام الذي سقطوا للتو، مَن كان يدعمهم، ومن كان يساعدهم في الحكم. هذا ليس سراً، الجميع يعرفون أن الأميركيين هم الوحيدون الذين كانوا يساعدون الحكام، وخصوصاً في ظل التطورات في مصر، رأينا كيف أن مواقف الأميركيين كانت دائماً متذبذبة ومتأرجحة.

■ هل تعتقدون حقاً أن مصر بعد حسني مبارك ستكون معادية للأميركيين وستلغي كامب ديفيد، وبالتالي تعود إلى موقعها الطبيعي، أم أنها ستبقى على موقعها الإقليمي حليفة للولايات المتحدة وعلى علاقة أكثر من ممتازة مع إسرائيل؟
- قراءتي أن مصر بعد حسني مبارك ستكون أفضل بكثير. لن تكون هناك أي مقارنة بين الاثنتين. لكن يجب أن نكون براغماتيين، واقعيين. يجب ألا نبحث عن صورة مثالية للبلد. الحراك المصري محكوم بضوابط وقيود. المطلوب التوازن. لا ننتظر أن تصبح مصر حليفاً لإيران ومعادية لأميركا وما إلى ذلك بين ليلة وضحاها.

■ ما حصل في مصر يخرجها من المعادلة الإقليمية لأشهر إن لم يكن لسنوات. وهناك من يقول إن تركيا، بصفتها الدولة السنية الأكبر والأقوى، ستدخل لتملأ الفراغ الذي ستتركه مصر. هل تخشون أن تصبح تركيا، في سياق حركتها هذه، أكثر قرباً من العرب منها إليكم؟
- بالنسبة إلى الحركات والنهضة الإسلامية، نحن نرى أن من يحكم تركيا حالياً أناس مسلمون وأناس طيبون جداً، لكن النظام التركي ليس نظاماً إسلامياً، بل علماني. ونحن في إيران نظامنا ليس نظاماً شيعياً، بل نعدّه نظاما إسلامياً، لذلك لا نرى الأمور كأننا في تنافس بين الشيعة والسنة على إحراز زعامة في الوطن العربي. وإذا بات للاتراك موقف وتقربوا من العرب فأهلاً وسهلاً ونرحب بذلك.

■ ثبت أن السياسة في خدمة الاقتصاد في تركيا، خلافاً لما هي الحال في إيران. هل تخشون أن تجد تركيا أن مصالحها الاقتصادية مع العالم العربي قد تكون أكبر مما هي معكم، ما يؤثر على الحلف الذي يتكون بينكم وبينها، والذي تعولون عليه كثيراً لمواجهة العقوبات الغربية؟
- لدينا علاقات طيبة مع تركيا، وأنا شخصياً لدي علاقات طيبة مع وزير خارجية تركيا (أحمد داوود أوغلو) وأعرف آراءه. ليس لدينا أي خوف. أي تقارب بين تركيا وبين الدول الإسلامية والعربية نرحب به.

■ كيف ترون إسرائيل، وضعها الحالي ومستقبلها، في ظل تطورات المشهد الإقليمي؟
- طبعاً الأمور لا تذهب في اتجاه مواتٍ للكيان الصهيوني وتطورات المنطقة، يبدو واضحاً أنها ليست في مصلحة إسرائيل.

■ أرسلتم أخيراً بارجتين حربيتين إلى مياه المتوسط عبر قناة السويس. ما كان الاختبار الذي أجريتموه من خلال هذه الخطوة، وما كانت الرسالة التي بعثتم بها ولمن، ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟
- لو قلت لك إن القرار كان متخذاً مسبقاً يمكن ألا تصدقني. لكن نحن منذ زمن كنا نريد عبور قناة السويس، وكان الرفض يأتي دائماً من نظام مبارك. لكن عندما حصل التغيير في مصر، استفدنا من هذه الفرصة وطلبنا من المصريين أن يعطونا تصريحاً بعبور قناة السويس، والحمد لله عبرنا، وكان ذلك للتمرين وتدريب العسكريين، لا لأي شيء آخر. نحن أعلنا أن هاتين البارجتين لم تكونا مسلحتين.

■ قيل لنا هنا في طهران إن بوارج أميركية قد لحقت بالبارجتين الإيرانيتين إلى أن دخلتا قناة السويس، وإن المسؤولين المصريين سألوا آمر البارجتين عن سبب المرور فكان الجواب «مهمة استخبارية». يبدو واضحاً أن إيران تحاول أن تعبّر عن نفسها كدولة إقليمية. تحاول القول: ها أنا ذا. أي هي ليست تدريباً روتينياً، على الأقل حسبما فهمه الآخرون؟
- طبعاً. هي خطوة لها تبعات وآثار. مجرد عبور البارجتين من قناة السويس له دلالات. لكن نحن في الحقيقة أردناها مهمة تدريبية وتمرينية، وإن كان الآخرون كل يفسرها كما يريد.

■ هل واجهت «هذه المهمة الروتينية» أي عراقيل مصرية؟
- لا أبداً. كل شيء مر على ما يرام ووافقوا (المصريون) بسهولة. ونحن نشكرهم على ذلك.

■ ماذا كان سيحصل في ما لو تعرضت البحرية الإسرائيلية لهاتين البارجتين؟
- كارثة. هم يعرفون. الإسرائيلي يعرف جيداً مدى مقدرة إيران وقوتها. لو كانوا يشعرون بأن إيران غير قوية وغير قادرة على أن تدافع عن نفسها لدخلوا إيران منذ وقت طويل. لا ينتظرون ويعطوننا الوقت من أجل سواد عيوننا. هم يعرفون أن أي حدث يخدش كرامة إيران سيدخلهم في كارثة عالمية. لا أتكلم من باب التهويل أو المبالغة في مدى قدرتنا. لا يحتاجون إلى أن أكشف لهم ذلك. هم يعرفونها جيداً ويعرفون أننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا.

■ منذ سنوات والرئيس نجاد يمد اليد للسعودية، في كل الملفات، ويسعى إلى تقارب معها، وخصوصاً في الملف اللبناني. أما النتيجة، كما أظهرها الإجهاض السعودي لاتفاق سين سين بشأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، تبدو سلبية. كيف ترون علاقتكم بالسعودية حالياً، في ظل العرقلات السعودية لجهودكم التسووية في لبنان والمنطقة؟
- بالنسبة إلينا، أنا منذ توليت هذه المسؤولية، صرحت بوضوح بأن من ضمن أولويات السياسة الإيرانية التقارب مع السعودية. السعودية لها مكانتها الخاصة في المنطقة ولها ثقلها الاقتصادي والاستراتيجي في المنطقة والعالم الإسلامي والعالم ككل. أتصور أن التقارب بين السعودية وإيران سيكون في مصلحة المنطقة ومصلحة أمنها واستقرارها وفي مصلحة العالم الإسلامي، وحتى يمكن القول في مصلحة العالم كله. هذا لا يعني أننا والسعودية متفقون على كل شيء، لكن أكيد أن هناك أسس مشتركة يمكن أن نبحث من خلالها عن نقطة تقارب، وعلينا أن نعمل على هذه الأسس المشتركة. وطبعاً هناك أيضاً أمور نختلف عليها مع دول لدينا علاقات استراتيجية معها.

■ هل ستزورون السعودية قريباً؟
- إن شاء الله، هناك دعوة لزيارة السعودية وسنلبيها إذا أمكن في المستقبل القريب.

■ وكذلك مصر؟
- وكذلك مصر، إن شاء الله. لا دعوة بعد لزيارة القاهرة؛ لأنه لا حكومة في مصر. لكن إن حصلت ووجهت دعوة فإننا سنلبيها. بعد تأليف الحكومة المصرية إنني على استعداد كامل لزيارة مصر في أقرب وقت، لتهنئة السيد عصام شرف على توليه منصبه الجديد.

■ هل أنتم متفائلون بتحسن العلاقات المصرية الإيرانية بعد أكثر من ثلاثة عقود من العداء والقطيعة؟
- طبعاً طبعاً. هذا تحصيل حاصل. لم تكن هناك أي عوائق سوى السيد حسني مبارك الذي ذهب.

■ بعيداً عن كليشيهات «أننا لا نتدخل في الشأن اللبناني»، سياسة الانفتاح على جميع الأطراف اللبنانية يبدو واضحاً أنها لم تأت بأي نتيجة، بدليل الانقسام الذي استتبع النقض السعودي للاتفاق مع سوريا على المحكمة الدولية وترتيب البيت اللبناني. فريق اتجه نحو المعارضة، وآخر نحو تأليف حكومة من لون واحد. أين إيران من هذه اللعبة؟ وماذا ستفعلون في حال صدور قرار ظني بين المتهمين فيه شخصيات إيرانية؟
- المتهم كان أولاً سوريا، ثم أصبح حزب الله، والآن وصلنا إلى إيران. ربنا يستر إلى أين ستذهب هذه الاتهامات. لقد سبق أن صرحت في سوريا، وحتى قبل، أننا مع أي اتفاق يتوصل إليه اللبنانيون. ليس لدينا أي موقف خاص أو أجندة خاصة بالنسبة إلى هذا الموضوع، من دون أي مجاملة. الشيخ سعد الحريري كان في إيران قبل نحو شهرين أو ثلاثة، واستقبلناه استقبالاً حافلاً. نحن مع اللبنانيين بأطيافهم المختلفة إذا وصلوا إلى أي اتفاق توافقي.

■ لكنهم لم يتفقوا. جماعة ١٤ آذار قالوا إننا لن نشارك في الحكم، اذهبوا أنتم وألفوا حكومة من لون واحد، المحكمة الدولية بالنسبة إلينا موضوع رئيسي لم نتخل عنه، وقضية السلاح لا تزال مطروحة على الطاولة. أين تقف إيران من كل ذلك؟
- ليس في لبنان لون واحد. لبنان لا يمكن أن يكون لوناً واحداً. لبنان ألوان مختلفة. مجرد أن يخرج أحد من الطيف يتحول إلى لون واحد. لا. هناك المقاومة والسيد (نجيب) ميقاتي والسيد (وليد) جنبلاط وميشال عون، هل تعدّ هؤلاء لوناً واحداً. هذه الحكومة ليست من لون واحد. فقط ١٤ آذار خرج منها ونحن نتمنى أن يدخل هذا التحالف في تأليف الحكومة.

■ يرى البعض أن اطمئنانكم تجاه الحالة اللبنانية ينبع من كون حليفكم الاستراتيجي في هذا البلد، أي حزب الله، هو الطرف الأقوى، وبالتالي لن يسمح لأي شيء يمر يسيء إليكم وإلى مصالحكم؟
- إن كانت لدينا مصالح خاصة وأجندة خاصة في لبنان فهل كنا قد استقبلنا الشيخ سعد الحريري؟ لماذا ندعوه إلى زيارة إيران حيث دخل في مفاوضات طويلة وعميقة مع الرئيس أحمدي نجاد؟ طبعاً نحن أقرب من الناحية العقائدية إلى حزب الله. هذا شيء معروف، ونحن لا ننكره. لكن هذا لا يعني في السياسة أننا مثلاً نريد طيفاً واحداً مثل حزب الله ليحكم لبنان. هذا لا نريده ولا نقبل به لأننا نعرف أن لبنان بتكوينه ليس كذلك. أنا عشت في لبنان وأعرف لبنان، وفيه كل شخص يكون لوناً بحد ذاته.

■ ماذا سيحصل لو صدر قرار دولي يتبنى قراراً ظنياً يتهم شخصيات إيرانية بالمشاركة باغتيال الرئيس رفيق الحريري؟
- أصلاً، نحن لا نعير المحكمة الدولية من أولها إلى آخرها أي اعتبار. في الرياضيات، على سبيل المثال، إن كنت تبحث عن معادلة ما، فإنك ترميها على أنها غير صالحة للاستخدام ما إن يظهر لك أنها غير قابلة للتطبيق، ولو على حالة واحدة فقط، حتى لو صدقت في ٩٩ في المئة من الحالات. في حال المحكمة، مرة هناك شهود الزور ومرة هناك سوريا ومرة هناك حزب الله وطلع كله أكذوبة. كم مرة يجب أن يكذبوا حتى نصل إلى اقتناع بعدم صلاحيتها.

■ هل تخشون اقتتالاً سنياً شيعياً في لبنان؟
- لا أبداً. من يدخل في أمور كهذه يجب أن يكون منزوع العقل، مجنون.

■ هناك مشهد مضحك في لبنان. إيران تقول: عندكم مشكلة كهرباء سأعطيكم كهرباء. عندكم مشكلة طرقات، سأعبد لكم الطرقات. عندكم مشكلة سلاح، سأزودكم بالسلاح، وما إلى ذلك فيأتي رد الحكومة اللبنانية: كلا لا نريد، الوقت ليس مناسباً. ما هو تعليقكم؟
- لست في موقع المخول الإجابة عن هذا الموضوع. أعتقد أن الوضع يحتاج إلى المزيد من الصبر وسعة الصدر. سيصلون إلى الحقيقة يوماً ما. انظر، الأمور التي تحدث في المنطقة، هل تعبّر عن حقيقة مواقفنا أم عن حقيقة مواقف الآخرين؟ كشفت صوابية ما ذهبنا إليه أم ما ذهب اليه الآخرون. اسأل أي واحد في الشارع. الزمن كفيل بحل الأمور، وإن الله مع
الصابرين.

■ باتت إيران على ما أظهرته السنوات الماضية، قوة إقليمية تسعى إلى إيجاد موطئ قدم لها على الساحة الدولية. ومجرد أن تأخذ أي دولة هذه الصفة يبنى على ذلك مترتبات. هناك مشروع إقليمي لإيران وهناك تحالفات. هل تعملون على بناء تحالف إقليمي يمتد من طهران إلى غزة، مروراً ببغداد وأنقرة ودمشق وبيروت، وتسعون لأن تنضم إليه السعودية ومصر؟
- نحن لا نسعى إلى تحالفات سياسية على هذا النحو. لكننا نسعى إلى تحالفات اقتصادية تجارية. مثلاً نحاول أن يكون هناك تحالف اقتصادي تجاري بيننا وبين العراق وتركيا وسوريا ولبنان. لكن هذا ليس في إطار تحالف سياسي ضد أي تحالف آخر في العالم. ليس لدينا جدول أعمال كهذا. يكفينا أن إيران بلد كبير يقطنه نحو ٧٥ مليون نسمة، واستراتيجيته السياسية معلومة. لكن حسب الدستور الإيراني وحسب تعاليم الإسلام نحن يجب أن نعاضد المظلوم ضد الظالم. إن كان المظلوم في فلسطين، فنحن معه، وإن كان في أبعد مكان في آسيا فنحن أيضاً معه. هذا من أصول السياسة الخارجية في إيران.

■ إلى متى ستستمر هذه المساكنة الإيرانية الأميركية في المنطقة؟
- إلى أن ترجع الولايات المتحدة إلى رشدها. أي عوض أن تستفيد من عقلية القوة والسلطة والغطرسة، تستفيد من الحكمة والحنكة والعقلانية. على الأميركيين أن يتبنوا العقلانية السياسية. إلى أين وصل الأميركيون؟ ماذا حققوا؟ بدل أن يساعدوا أنفسهم خلقوا لأنفسهم مشاكل، في أفغانستان والعراق والآن يريدون أن يدخلوا في ليبيا.

■ أي إن لحظة المصالحة التاريحية مع أميركا لم تحن بعد، برأيكم؟
- سبق أن أعلنا مراراً وتكراراً أننا مع مصالحة جميع الدول في العالم ما عدا الكيان الصهيوني، بما فيها أميركا. لكن في ظروف خاصة، أي إنه لا يمكن الولايات المتحدة أن تدخل في مفاوضات وحوار مع إيران، وفي الوقت نفسه تشدد الضغوط والعقوبات والحصار الاقتصادي. هذا ليس ممكناً. يجب أن تكون المفاوضات على قاعدة متكافئة ومن الند إلى الند. يجب أن يغيروا نهجهم.

■ هل تخشون على نظام الرئيس بشار الأسد؟
- لا. نظام الرئيس الأسد يختلف عن الأنظمة الأخرى؛ لأن هذه الأخيرة، عندما تعود إلى التطورات في المنطقة، ترى أن من كان أقرب إلى أميركا كان الأسرع في السقوط، ومن كان أبعد هو الأكثر استقراراً، وسوريا في محور المقاومة والشعوب الإسلامية والعربية وشعوب المنطقة تقدر الموقف السوري.

■ أنتم متهمون بتعزيز الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني، لأنكم تدعمون فريقاً على حساب آخر وتمنعون المصالحة؟
- لا. يمكن أننا أقرب فكرياً من فريق أكثر من الآخر، لكننا نتمنى لهذين الفريقين أن يلتحما ويتحدا. لدى الفلسطينيين مشكلة كبرى، هي الكيان الصهيوني، وبالتالي لا يمكننا أن نراهم منقسمين ومشتتين. يجب أن يلموا شملهم ويتحدوا، ونحن على استعداد لأن نسهم في هذا الأمر. غير أن هناك قسماً من الفصائل اقترب إلى الأميركيين والإسرائيليين إلى درجة غير قابلة للتصور ولم يحصلوا على شيء. انظر في وثائق «الجزيرة». هذا أمر لا يليق بهذه الفصائل.

■ ماذا تتذكرون من سنوات إقامتكم في لبنان؟
- دخلت لبنان في عام ١٩٦٥، وكنت في الشويفات، في الإنترناشيونال كولدج، التي كانت قرب الجامعة الأميركية في بيروت. كنت وحدي، ومن ثم دخلت الجامعة الأميركية في ١٩٦٧ وتخرجت في ١٩٧٠ حاملاً إجازة في الفيزياء، ومن ثم درست ماجستير فيزياء. وفي ١٩٧٢ غادرت لبنان لمتابعة الدكتوراه في الولايات المتحدة. لا أتذكر لبنان إلا جميلاً. دائماً أقول إن لبنان وطني الثاني. لو أردت أن أعيش في بلد آخر غير إيران لعشت في لبنان. صحيح أنني كنت طالباً منكباً على الدراسة، فلم يتوافر لي الوقت لزيارة لبنان كله، لكني أتذكر زحلة وبحمدون وعاليه. جنوب لبنان لم أره. كنت في الوقت الذي كان فيه الإمام موسى الصدر موجوداً، وكنا نجتمع به. الله يحفظه إن كان موجوداً، لكن قبل أن يأتي السيد شمران إلى لبنان.

■ بماذا أحسست عندما سمعت الأنباء عن أن شخصاً شبيهاً بالسيد موسى قد شوهد في الصحراء الليبية؟
- نحن نحاول من خلال جميع القنوات أن نتحقق ونحصل على أي معلومة تتعلق بالسيد موسى الصدر، وكلنا مستبشرون.



نعيش في زمن العالم فيه يصبح أصغر فأصغر، وعلى الشعوب أن تتوحد. ما عاد هناك عرب وعجم، هناك إنسان. ونحن نبارك لإخواننا العرب على أنهم، من خلال هذه الحركات الشعبية الأصيلة، استرجعوا كرامتهم. هم أصحاب الكرامة من الأول، لكن مع الأسف الحكام سرقوا هذه الكرامة، وإن شاء الله يسترجعوها ويأخذوا الموقع الذي يليق بهم في العالم، وإن شاء الله نتعاضد معاً، فقوة العرب قوة للمسلمين وقوة إيران قوة للعرب.