خاص بالموقع| واشنطن | حذّر مسؤول ملف إيران والخليج في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض دينيس روس إسرائيل من مغبّة تأخير التوصل إلى اتفاق تسوية دائمة مع السلطة الفلسطينية في ضوء التغيرات الجارية في المنطقة بفعل الثورات الشعبية في عدد من البلدان العربية وخاصة مصر.
وقال روس في خطاب يوم الاثنين أمام منظمة جي ستريت، وهي مجموعة ضغط يهودية تعمل لمصلحة إسرائيل، إن حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما قد شعرت بإحباط شديد إزاء جهودها الخاصة بتسوية الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي عند اندلاع الثورة الشعبية في مصر في شهر يناير الماضي، وإن رد فعل إسرائيل تجاه ما يجري في المنطقة من ثورات شعبية قد أدى إلى مزيد من النفور والتوتر بدلاً من الالتزام بجهود التسوية، في إشارة يبدو فيها روس يقرّ بأن حكومة أوباما لم تحدّد بعد كيف ستتصرف في حال بقاء الجمود والتعنت الحاليين.
وقال روس «إذا كان هناك من درس يمكن إسرائيل أن تدركه من الأحداث في مصر فهو خطر محاولة الإبقاء على الوضع الراهن»، وأضاف «مثلما أن الإحباط في مصر قد نما مع مرور الوقت، ينبغي لينا جميعاً أن ندرك أن الصراع مع الفلسطينيين سيصبح أكثر تعقيداً مع مرور الوقت».
وأشار روس إلى إمكانية اندلاع انتفاضات أخرى في المنطقة، وأنه في هذه الحالة سيطول أمد التوصل إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، و«سيكون من الصعب التوصل الى حل الدولتين» الذي زعم أنه يلبي احتياجات الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال إن «العملية التي بدأت في ديسمبر تعاني مشاكل حقيقية»، مشيراً إلى تخلّي واشنطن عن محاولة جديدة لتجميد الاستيطان الإسرائيلي في أواخر العام الماضي، وأنها تحاول بدلاً من ذلك المضي قدماً في العملية من خلال مجموعتين متوازيتين من المحادثات مع الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال «مرة أخرى، سوف نسعى إلى تحديد مسار هذه العملية وموقف الجانبين، وما هي الخطوات الأكثر ملاءمة التي يحتمل أن يكون لها الأثر الأفضل».
ودافع روس عن الفيتو الأميركي الأخير على مشروع قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدين بناء المستوطنات الإسرائيلية، وانتقد الجهود الفلسطينية للحصول على اعتراف مختلف بلدان العالم بدولة فلسطينية، وقال «إن أي تسوية سلام دائم يجب أن تكون نتيجة للمفاوضات بين الجانبين».
وانتقد باحثون وصحافيون مشاركون في الندوة ما قاله روس، وتساءل برنارد أفيشاي «هل حقاً المفاوضات المباشرة أفضل وسيلة لهذا النهج؟». وقال «أعتقد أن من الواضح من خلال خمس حكومات أميركية متعاقبة منذ عهد ريغان، كان عدد المستوطنين (في الضفة الغربية المحتلة) عشرة آلاف مستوطن، والآن هناك نصف مليون مستوطن». وأضاف إن «الاعتماد فقط على المفاوضات الثنائية وفكرة أنها ستنتج تسوية هو أمر مضلل». وقال «إن الوعد بأنهم سينتجون تسوية هو لا شيء». وأضاف «هناك الكثير مما تكسبه حكومة أوباما حين تقدم أفقاً سياسياً للجانبين. ليس مطلوباً أن تحرز حكومة أوباما نصراً دبلوماسياً عن طريق دفع الجانبين لكي يقبلا على الفور المقترحات التي تقدم، بل من خلال تنظيم رأي عام دولي داعم لتلك المقترحات».