على منوال ما قاله الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قبل أول من أمس، ردّد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الدعوة الى بدء العملية الانتقالية في مصر من دون تأخير وبلا عنف. وقالت الرئاسة في بيان «بعد خطاب الرئيس (المصري حسني) مبارك، يكرر رئيس الجمهورية دعوته الى البدء بعملية انتقالية ملموسة من دون تأخير تتيح استجابة الرغبة في التغيير والتجديد التي عبّر عنها الشعب بقوة».
وأضافت إن ساركوزي «يدعو جميع المسؤولين المصريين، الى القيام بكل ما في وسعهم حتى تجرى هذه العملية الجوهرية من دون عنف».
بدوره، أكد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون في البرلمان، ضرورة أن تكون المرحلة الانتقالية (في مصر) سريعة، وأن تتّسم بالصدقية وتبدأ الآن. وعلّق على دعوة أوباما الى البدء بانتقال السلطة في مصر فوراً، بالقول «نشاركه الرأي تماماً. المرحلة الانتقالية يجب أن تكون سريعة وتتسم بالصدقيّة وتبدأ الآن».

كذلك قال نائب رئيس الوزراء البريطاني نك كليغ لـ«بي بي سي»، إن المملكة المتحدة «يجب أن تقف دائماً إلى جانب الديموقراطية»، لكنه شدد على أن التغيير لا يمليه العالم الخارجي. وشبّه ما يفعله الشعب المصري بسقوط جدار برلين، قائلاً «الشيء المثير هو أن الناس في مصر تعهدوا بإحداث التغيير، وهذا يذكّرني كثيراً بسقوط جدار برلين وبقوة الناس في الشارع». وأضاف «هذا النوع من الاضطرابات يميل إلى تطوير نوع من الزخم، وأعتقد أن هذا شيء علينا أن ندعمه».
ورأى مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، طوني بلير، أن التحركات الشعبية في مصر جزء من موجة تغيير ستؤثر على المنطقة بأكملها نحو الأفضل، إذا أُحسِنت إدارتها.
الا أنه أعرب عن قلقه من أن تؤدي الانتفاضات الشعبية الى تولّي «قوى متطرفة أو إسلامية السلطة في بعض البلدان»، داعياً الغرب الى التيقّظ.
لكن وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، أعرب عن ارتياحه لرغبة حسني مبارك في فتح الطريق لتجديد سياسي. وقال إنه «أمر جيد أن يكون الرئيس مبارك يريد فتح الطريق لتجديد سياسي. علينا الآن أن نرى أي دور يريد ويستطيع أن يقوم به».

الاتحاد الأوروبي، بدوره، دعا على لسان وزيرة خارجيته كاثرين أشتون، الرئيس المصري الى التحرك بأسرع وقت ممكن لتحقيق الانتقال السياسي. وقالت أشتون في مؤتمر صحافي وإلى جانبها وزير الخارجية التونسي أحمد عبد الرؤوف ونيس «على مبارك أن يستجيب لإرادة الشعب، والتظاهرات هي تعبير عن ذلك».
في المقابل، فضّلت موسكو عدم فرض وصفات وإنذارات من الخارج على السلطة والشعب المصريين، بحسب ما صرح وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي قال إن «روسيا مهتمة بما يحدث هناك، ومهتمة باستقرار وازدهار مصر كدولة ديموقراطية»، وبأن «تحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بطريقة سليمة وبأسرع وقت».
أما الرئيس التركي عبد الله غول فرأى أن عملية انتقال السلطة في مصر يجب أن تكون قصيرة. وقال، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النيجيري غودلاك جوناثان في أنقرة، إن «الأحداث الأخيرة التي تجرى في الدول الإسلامية ليست مفاجئة، ولو أجرت تلك الدول إصلاحات بنفسها فسيكون كلّ شيء أفضل». غير أنه أوضح «للأسف تقود الأمة هذه الإصلاحات إذا لم يفعل القادة ذلك، ونحن نعيش في عصر حيث الاتصالات حرّة والتقنيات تسمح بتواصل غير محدود».
موقف مماثل صدر عن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، الذي رأى أن «رياح تغيير قوية جداً» تهب في الشرق الأوسط، داعياً الى «الإصغاء الى مطالب الشعوب الديموقراطية» وإلى «حوار وطني في مصر».
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه العميق للعنف في مصر، وحثّ كل الأطراف على ضبط النفس، معتبراً أن الهجوم على المتظاهرين أمر غير مقبول.
من جهة ثانية، دفعت الأزمة المصرية بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى إرجاء زيارة دولة كان يفترض أن يقوم بها منتصف شباط الى الإكوادور. وقال وزير الخارجية الإكوادوري ريكاردو باتينو إن بياناً رسمياً من قطر «أبلغنا بأنه تقرر إرجاء زيارة الأمير بسبب المشاكل السياسية في المنطقة».
إلى ذلك، أصدر علماء الشريعة في حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في الأردن، بياناً باركوا فيه ثورة شباب مصر على الطغاة. وقالوا إن «اللجنة المركزية لعلماء الشريعة في حزب جبهة العمل الإسلامي، وهي تبارك ثورة شباب مصر وشيبها، رجالها ونسائها، لتعلن أنها ترى ثورتهم على الطغاة أمراً مشروعاً ومأجوراً».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)