خاص بالموقع - كما كان متوقعاً، أعيد يوم الأحد الماضي انتخاب هانيبعل كافاكو سيلفا رئيساً للبرتغال. وقد نال الرئيس المرشح أقل بقليل من 53% من الأصوات أمام مانويل أليغري، مرشح الحزب الاشتراكي وكتلة القوى اليسارية، الذي لم يستطع تخطّي عتبة الـ20%. وحصل المستقل فرناندو نوبري، مؤسس منظمة غير حكومية لشؤون الصحة، على 14% من الأصوات، وعدّ نفسه «الفائز الثاني»، وتلاه فرانسيسكو لوبيز مرشح الحزب الشيوعي بـ7%.لم تُحدث إعادة انتخاب كافاكو من الدورة الأولى أيّ مفاجأة، إذ إنها القاعدة منذ عودة الديموقراطية عام 1974. دائماً يفوز الرؤساء من الدورة الأولى، ودائماً ينجحون في تجديد الولاية. استثناء وحيد حصل عام 1986 عند انتخاب الاشتراكي ماريو سواريس لولاية أولى.
وكما في انتخابات عام 2001، حلّ كافاكو أول وأليغري ثانياً، إلا أنهما نالا عدداً أقل من الأصوات. وإذا كانت خيبة كافاكو يعوّضها حصوله على ولاية ثانية، فخيبة أليغري أعمق، لأنه نال قبل 5 سنوات، وهو مرشح مستقل، عدداً أكبر من الأصوات التي نالها الأحد، مع أنه كان هذه المرة مدعوماً من الحزب الاشتراكي ومن كتلة القوى اليسارية. وقد أصرّ أليغري على تأكيد «مسؤوليته الشخصية» عن الهزيمة.
في المقابل، يُعدّ الفائز الحقيقي المقاطعة والأوراق البيضاء والأوراق الملغاة التي حطمت الأرقام القياسية منذ 1974 للذين اعتمدوا وسائل التعبير هذه. فالمقاطعة تخطّت 53% من جسم الناخبين، والأوراق البيض 4%، فيما لامست الأوراق الملغاة 2%. وإذا كانت الانتخابات الرئاسية في البرتغال تعدّ «ثانوية» لأن الموقع رمزي ولا يتمتع بصلاحيات الحكم باستثناء حق حل المجلس، وإذا كانت المشاركة تنخفض دائماً في إعادة الانتخاب، يبقى أن المستويات القياسية التي احتلتها الظاهرة هذه المرة تفرض البحث عن أسبابها في الطلاق المتزايد بين الرأي العام والطبقة السياسية، وفي عمق الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي تهدد بتحويلها إلى المريض المقبل، بعد اليونان وإيرلندا، في عيادة أطباء صندوق النقد الدولي. يذكر أنه بسبب حسابات القطاع العام، تعيش البرتغال خطة تقشّف ثالثة في أقل من سنة.
وفي هذا الإطار، وعد الرئيس المنتخب البرتغاليين بولاية ثانية «فاعلة»، بعد أن اتّهم بالوقوف «متفرّجاً أمام الأزمة، ووضع «كأولويات فورية» للبلاد مكافحة البطالة وخفض مستوى الدين الخارجي وتعزيز التنافسية الاقتصادية.
من جانبه، بعد صدور النتائج، سارع رئيس الوزراء الاشتراكي جوزي سقراطس إلى القول: «اختار الناخبون الاستقرار، وسأتعاون مع الرئيس». وسقراطس لا خيار آخر أمامه، لأن أي تدهور اقتصادي إضافي سيفرض انتخابات مبكرة تكلّفه مركزه في السلطة.