أكدت طهران أن محادثات إسطنبول بينها وبين مجموعة الدول الست المعنية بمناقشة الأزمة النووية معها، بدأت في إسطنبول أمس في «أجواء إيجابية». وانتهت الجولة الأولى من المباحثات بين إيران ودول مجموعة 5+1 ( روسيا وفرنسا والصين وبريطانيا والولايات المتحدة إضافة إلى المانيا ) أمس، على أن تُستأنف اليوم.ووصف مساعد رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني للشؤون الإعلامية، مسعود زهروند، الأجواء التي تسود المحادثات، بأنها إيجابية. وقال «لن نسمح بمناقشة أي مسائل متعلقة بتجميد أو تعليق أنشطة التخصيب الإيرانية خلال اجتماع إسطنبول»، مشيراً إلى أن أعضاء مجموعة «5+1» أعلنوا أنه يجب متابعة النقاط الإيجابية التي طرحت في اجتماعي جنيف 2 و3 خلال اجتماع إسطنبول مره أخرى.
لكنّ دبلوماسياً غربياً قال إن «عرض عام 2008 لبناء الثقة لا يزال مطروحاً على المائدة. وبالضرورة سنردّ على هذا»، وذلك في إشارة إلى مجموعة من الحوافز الاقتصادية والسياسية وحوافز أخرى عُرضت على طهران إذا وافقت على الحدّ من أنشطة تخصيب اليورانيوم.
في هذا الوقت، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، نيابة عن دول «5+1»، مواصلة المباحثات للتوصل إلى نقاط مشتركة.
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في مؤتمر صحافي في نيوزيلندا، «من المهم جداً أن تأخذ إيران هذه المفاوضات بجدية، وأن تكون مستعدة لمناقشة برنامجها النووي بالتفصيل». وأضاف «هذه المفاوضات اختبار لرغبة إيران في التطرق إلى التزاماتها الدولية والوفاء بها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، وبموجب قرارات متتالية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، قد قال «نحن لا نتوقع أي انفراجات كبيرة، لكننا نريد أن نرى ظهور عملية بنّاءة من شأنها أن تدفع إيران إلى الانخراط مع المجتمع الدولي في عملية ذات صدقية، ومعالجة بواعث القلق لدى المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي».
من ناحية ثانية، أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية، ميشال إليو ـــــ ماري، في مقابلة نشرتها صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن «حيازة السلاح النووي من جانب إيران تمثّل خطراً هائلاً بالنسبة إلى المجتمع الدولي». وأضافت «نحن مصمّمون تماماً على منعها من ذلك، وعلى دفعها إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية». ولكن إليو ـــــ ماري أكدت أن «باب الحوار مفتوح طبعاً»، مضيفة أن «إيران تدرك ما عليها أن تقوم به من أجل البدء بمفاوضات جدّية. ولكن عليها أيضاً أن تعي أن تزايد الضغط الدولي لن ينكفئ ما لم تغيّر موقفها».
(إرنا، أ ف ب، رويترز)