خاص بالموقع | نيويورك ــ أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ ممّا وصفه بـ«غياب أيّ تقدم في السعي إلى بلوغ تسوية بالتفاوض» في القضية الفلسطينية، مشدداً على عدم جواز استمرار تعطيل «السلام والدولة الفلسطينية».وجاء موقف بان في كلمة وكيله للشؤون السياسية، لين باسكو، ضمن التقرير الشهري عن الحالة في الشرق الأوسط الذي ألقاه في مجلس الأمن الدولي أمس، حيث أكد أن اللجنة الرباعية ستعقد اجتماعاً في ميونيخ في 5 شباط المقبل.
كذلك، أكد بان للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الالتزام بـ«التنسيق الوثيق وبذل الجهود من أجل عقد اجتماع بين الرباعية ولجنة المتابعة العربية»، مثنياً على دعم العرب لموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتحركاته.
وإذ أشار باسكو إلى زيادة عدد الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية ضمن حدود 1967، بما في ذلك دول أميركا اللاتينية وروسيا، قال مندوب فلسطين المراقب، رياض منصور، إن عدد الدول المعترفة وصل إلى 107، آملاً أن تعترف دول أخرى كثيرة بحيث تنضم فلسطين إلى الأمم المتحدة الصيف المقبل كعضو دائم بغالبية ثلثي أعضاء الجمعية العامة، وعددهم الإجمالي يبلغ 192.
وانتقد باسكو التقويض المتواصل لعمل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، من خلال مواصلة أعمال الهدم والتهجير والقتل والاعتقال على نطاق واسع، من دون أن ينسى الإشارة إلى المبررات الأمنية الإسرائيلية التي يتفهّمها. وأسف لغياب المساعي السلمية بين سوريا وإسرائيل رغم «استمرار الاتصالات من قبل اللاعبين الدبلوماسيين، بينهم مبعوثون فرنسيون وأميركيون». ونبّه إلى أن «نشاط استعمار الجولان السوري متواصل بينما الوضع هادئ هناك».
بدوره، قال منصور إن الفلسطينيين باتوا أمام مفترق طرق بعد عقدين من عملية السلام، موضحاً «نواجه على نحو متسارع زوال حل الدولتين إذا لم نفعل شيئاً لوقف هذه الحملة الاستعمارية المدمرة»، داعياً إلى «إجبار إسرائيل على التخلي عن أجندتها التوسعية والتقيّد بالتزاماتها».
لكنّ منصور أشاد بالإجماع الدولي على حل الدولتين الذي بات «أكبر بكثير مما كان عليه عام 1947». وأضاف أن مشروع القرار الذي قدمه لبنان لمجلس الأمن الدولي «يحدد الطريق قدماً بنحو إيجابي، تماشياً مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة». وقال للمجلس إن خطة بناء الدولة التي أطلقها رئيس الوزراء سلام فياض في آب 2009 «تُنفّذ بإصرار، وهي تقترب من مراحلها النهائية من المرحلة الثانية (موعد مع الحرية) بهدف استكمالها في آب 2011، لتحقيق الاستقلال».
من جهتها، قالت مندوبة الولايات المتحدة في الجلسة، ديكارلو روزماري، إن موقف حكومتها من الاستيطان «لم يتغيّر، ولا تقبل مواصلة النشاط الاستيطاني». وأكدت أن الوضع النهائي، بما في ذلك القدس، يجب أن يتحقق بالتفاوض بما يحفظ حقوق جميع الأديان في القدس». وأعربت عن قلقها وانزعاجها من عمليات الهدم والاستيطان التي تحدث، ولا سيما في القدس الشرقية، وحثّت الطرفين على عدم فرض حقائق تعطّل الاتفاق النهائي.
تونس قدمت كلمة الجامعة العربية في الجلسة التي دامت طيلة أمس، بينما غاب مندوب إسرائيل عنها بسبب إضراب موظفي الخارجية الإسرائيلية.