أظهرت النتائج الأولية لعملية فرز أصوات المشاركين في استفتاء حق تقرير مصير جنوب السودان، تقدّم الأصوات المؤيدة للانفصال بطريقة ساحقة على أصوات «الوحدة»، بنسبة تخطّت الـ 95 في المئة، فيما توقعت مفوضية الاستفتاء إعلان النتائج في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري.
ومن خلال استعراض نتائج الفرز في 10 مواقع اقتراع في عاصمة الجنوب جوبا ضمت 30 ألف صوت، تبيّن أن نسبة التصويت للانفصال بلغت 96 في المئة.
وأظهرت نتائج الاقتراع في مدينة توريت، كبرى مدن ولاية شرق الاستوائية الجنوبية، أنه في مركز مدرسة الدكتور جون قرنق صوّت 1707 أشخاص للانفصال من أصل 1717 أدلوا بأصواتهم، مقابل 4 أصوات فقط للوحدة. أما في مركز مدرسة توريت داي الثانوية، فصوّت 2019 للانفصال مقابل 6 للوحدة. والسيناريو نفسه تكرّر في معظم المراكز الجنوبية، حيث لم تتخطَّ أعداد الذين صوّتوا للوحدة 22 شخصاً.
أما في الشمال، وعلى الرغم من تأييد الجنوبيين في معظم مراكز الاقتراع للانفصال، فإن نسبة التصويت للوحدة كانت أعلى. وعلى سبيل المثال، من أصل 17 مركز اقتراع في محلية جبل الأولياء، صوّت 53 في المئة للانفصال مقابل 44 في المئة للوحدة، فيما بلغت نسبة الأوراق التالفة 3 في المئة.
وفي القاهرة، انتهت عمليات فرز الأصوات في ثلاثة من مراكز الاقتراع في المعادي وعين شمس ومدينة نصر، وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 97 في المئة، ومن أصل 3258 مقترعاً، صوّت 3163 للانفصال مقابل 75 للوحدة.
في هذه الأثناء، أعادت المتحدثة باسم مفوضية الاستفتاء، سعاد إبراهيم عيسى، التأكيد على أنّ الأجواء التي سادت مراكز الاقتراع في جنوب السودان فاقت كل التوقعات، مشيرةً إلى أن النتيجة الأولية ستعلن في نهاية الشهر الحالي ومن ثم تُرسَل إلى الخرطوم لتعلَن رسمياً فى 14 شباط المقبل.
بدورها، أشادت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا «الإيغاد»، في تقرير أوّلي أصدرته أمس بالطريقة السلسة التي جرت بها عمليات الاستفتاء، مشيرةً إلى أن الاستفتاء جرى «بصورة نظيفة وشفّافة، وأنه لم يحدث ما ذهبت إليه بعض التوقعات من شغب وصعوبات تعوق إجراء الاستفتاء بالصورة المطلوبة».
في المقابل، سلطت منظمة «مواطني العالم»، التابعة للبعثة الدولية لمراقبة استفتاء جنوب السودان، الضوء على مجموعة من الخروق والتجاوزات التي صاحبت التصويت، وبينها تهديد الناخبين وتوجيه مسؤولي الاقتراع الناخب إلى الخيار الذي يريدونه.
وطبقاً للمنظمة فإن سرية الاقتراع وتحديداً في بعض المراكز في جوبا كانت دون المعايير الدولية، وأكدت أنها لاحظت استمرار الحملة الدعائية للانفصال أثناء الاقتراع، مشيرةً إلى أن مراقبيها منعوا من دخول بعض المراكز فى الجنوب.
في هذه الأثناء، دعا رئيس حكومة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، أمس الجنوبيين إلى «مسامحة» الشماليين على الحروب التي خاضوها ضدهم.
وقال كير، في كلمة ألقاها في أعقاب قداس أُقيم في كاتدرائية القديسة تريزا للكاثوليك في جوبا عاصمة جنوب السودان، «من أجل أشقائنا وشقيقاتنا الذين فقدناهم، وخصوصاً الذين رحلوا عنا خلال المعارك، ليباركهم الله وليعطهم الراحة الأبدية، أما نحن، فعلينا مثلما فعل السيد المسيح على الصليب أن نغفر للذين سبّبوا قتلهم».
إلى ذلك، رحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، هونغ لي، أمس باختتام الاستفتاء، وعدّه خطوة مهمة في تنفيذ اتفاق السلام.
(الأخبار، أ ب)