خاص بالموقع | واشنطن ـ يعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الصيني هو جين تاو قمتهما المرتقبة يوم الأربعاء المقبل في البيت الأبيض، ويتوقّع أن تؤدّي إلى توقيع عدد من الصفقات التجارية، إلى جانب بحث العديد من القضايا السياسية الإقليمية والعالمية التي تهمّ الجانبين والعالقة بينهما، وخاصةً في ما يتعلق بكوريا الشمالية وإيران وتايوان وحقوق الإنسان.
غير أن الموضوع الاقتصادي سيبقى هو المهيمن على جدول أعمال القمة، حيث تسعى واشنطن إلى دفع بيجين إلى رفع قيمة عملتها، اليوان، لفتح الأسواق الصينية للمنتجات الأميركية. ومن المرجّح أن يناقش أوباما وتاو مجموعة من القضايا المالية، لكن إحدى أهمّ هذه القضايا هي الفائض التجاري الكبير للصين في صفقاتها مع الولايات المتحدة، إذ تشير الأرقام إلى عجز الميزان التجاري الأميركي مع الصين في عام 2010 بنحو 270 مليار دولار لمصلحة الصين.
وتحدّث مسؤولون أميركيون كبار ورجال أعمال ومديرو شركات أميركية كبرى عن إمكان عقد صفقات مع الصين خلال زيارة الرئيس الصيني والوفد المرافق له قد تشمل بيع الولايات المتحدة الصين طائرات وقطع غيار للسيارات وسلعاً زراعية ولحوم البقر، كما يمكن التوصل إلى اتفاقيات تجارية بشأن تطوير مختلف أشكال الطاقة المتجددة، كالوقود الحيوي وتكنولوجيا الفحم النظيف. ولصفقات الطاقة النظيفة أهمية خاصة لدى الولايات المتحدة والصين، لأنّهما تتصدّران دول العالم في انبعاث الغازات المرتبطة بالاحترار العالمي، وكل منهما لا تزال تحتاج إلى كميات ضخمة من الطاقة لتسيير اقتصادها.
ويسعى كل من البلدين إلى تطوير أشكال أكثر نظافة وفائدة من الطاقة، لكن هذا أدّى غالباً إلى نشوب صراعات، وقد اتهم اتحاد العاملين في صناعة الفولاذ في الولايات المتحدة الصين باستخدام الإعانات غير القانونية لدعم صناعة الطاقة النظيفة على حساب خسارة العمال الأميركيّين لوظائفهم.
ومن جانبها، تقول الصين إنها ستشتري المزيد من السلع التى تعتمد على التكنولوجيا الفائقة من الشركات الأميركية، لكنها تقول أيضاً إنّ الولايات المتحدة تفرض ضوابط تقييدية زائدة على مبيعاتها.
ومهما كان عدد الصفقات التى ستتوقَّع، فإن الفجوة التجارية بين البلدين يمكن أن تعتمد أيضاً على التقويم النسبي للعملة الصينية، اليوان، مقارنةً بالدولار الأميركي، وقد سمحت الصين بتعزيز قيمة عملتها أخيراً، وهذا بدوره سيجعل الصادرات الصينية أكثر تكلفة، وبالتالي يخفض من فائضها التجاري مع الولايات المتحدة وغيرها من الشركاء التجاريّين.
أما في الموضوع العسكري، تطمح الولايات المتحدة إلى تعزيز التعاون مع الصين، التي عمدت إلى إقناع واشنطن بأهميّتها وقدراتها العسكرية عشية زيارة وزير الدفاع الأميركي روبت غيتس إلى بيجين الأسبوع الماضي، حين أجرت اختباراً لأول طائرة شبح مقاتلة وهي صناعة كثيراً ما كانت حكراً على الأميركيين، واعترف مسؤول في البنتاغون بأنهم أخطأوا تقديراتهم لقوة الصين العسكرية.