أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أمس، عن قلقها بشأن محاولات «زعزعة» استقرار لبنان، وسط التوترات بشأن التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، عام 2005. ودعت إلى تحرك مشترك للعرب والأميركيين لمواجهة «التطرف». وقالت كلينتون في أبو ظبي، خلال برنامج تلفزيوني، رداً على سؤال عن الأزمة السياسية في لبنان ومخاوف اندلاع حرب في هذا البلد، «أشعر بقلق شديد من محاولات زعزعة لبنان». وأضافت «يجب أن نبذل كل ما في وسعنا لضمان عدم تحقق» التحذيرات من نشوب نزاع إقليمي. وقالت «من المهم للغاية أن نفكر في الكارثة التي ستحدثها الحرب على الجميع. الحرب ليست حلاً للمشاكل التي تعاني منها المنطقة».
وقالت كلينتون «أعمل كذلك مع السعوديين والفرنسيين والمصريين وغيرهم، لمحاولة ضمان استقرار لبنان ومنع أي جهة خارجية أو أي جهة داخل لبنان تأخذ تعليماتها من جهات خارجية من اتخاذ أي خطوات يمكن أن تزعزع استقرار لبنان، وقد تسبّب نشوب نزاع».
وكان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قد التقى الجمعة في نيويورك وزيرة الخارجية الأميركية.
من ناحية ثانية، قالت كلينتون خلال برنامج تلفزيوني على محطة «أم بي سي»، «لدينا تطرّف في بلادنا. استُهدفت (غابرييل) غيفوردز، وهي من الأعضاء الممتازين والشجعان في الكونغرس، بنيران متطرف».
وأضافت كلينتون «فبدلاً من البقاء بعيدين، علينا العمل لمنع الإرهابيين في أي مكان وحيثما وجدوا من ارتكاب أعمال عنف. هذا ما يحتاج العالم إلى سماعه». وتابعت الوزيرة الأميركية «ما نحتاج إلى عمله هو القول بكل وضوح إن التطرف لا يمثّل الأفكار العربية ولا الأفكار الأميركية»، معربة عن أسفها لأن «صوت المتطرفين يُسمع أحياناً على التلفزيون».
كلام كلينتون كان في بداية جولتها الخليجية، التي تهدف إلى تشديد الضغط على إيران في ملفها النووي، الذي حظي بالحيّز الأكبر من كلام وزيرة الخارجية الأميركية.
وتحدثت كلينتون في أبو ظبي عن أن العقوبات سبّبت انتكاسة في البرنامج النووي الإيراني، ما منح القوى الكبرى المزيد من الوقت لإقناع طهران بتغيير موقفها. وقالت «أحدث تحليل يشير إلى أن العقوبات تنجح، وقد صعّبت على إيران كثيراً مواصلة طموحها النووي»، مضيفة «كان لدى إيران مشكلات فنية جعلتها تبطئ جدولها الزمني، لذلك فإننا نرى بالفعل مشكلات داخل إيران. لكن السؤال الحقيقي هو كيف نقنع إيران بأن السعي إلى الأسلحة النووية لن يجعلها أكثر أماناً وأقوى، بل على العكس من ذلك؟ لدينا وقت لكنه ليس كثيراً».
وقالت كلينتون مجدداً إن من المهم إبقاء القيود المفروضة. واتهمت إيران بتشجيع قرع «طبول الحرب» في أنحاء المنطقة لإبعاد الأنظار عن العمل النووي. وتابعت أنها مدركة لما يحدث من «قرع لطبول الحرب، وأعتقد أن هذا يحدث للأسف لأغراض دنيئة»، مستندة إلى ما قالت إنها جهود لزعزعة استقرار لبنان وإحداث المزيد من الانقسامات بين إسرائيل والفلسطينيين. وقالت «أعتقد أنه ليس هناك شك يذكر في أن إيران لا تريد أن ترى أي نوع من السلام عبر المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وتابعت «لأغراض تتعلق بها تريد أن تبعد الأنظار عمّا يمثل قلقاً بالغاً للمستقبل، وهو وجود إيران مسلّحة نووياً. لا يمكن أن نسمح بتشتيت الانتباه، ولا يمكن أن نسمح بأن تسبّب قوى خارجية صراعاً في الشرق الأوسط، حيث سيكون وبالاً على الجميع».
(أ ف ب، رويترز)