خاص بالموقع- واشنطن| أخفقت حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما في دفع قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني لتبني وتنفيذ استراتيجيتها الخاصة باستخدام القوات الباكستانية المسلحة للقضاء على حركة طالبان الأفغانية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن مراجعة الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان التي قام بها أخيراً الرئيس الأميركي وطاقمه لشؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية قد توصلت إلى نتيجة مفادها أن مفتاح النجاح في الحرب الأفغانية هو القضاء على البؤر داخل باكستان التي تشن منها «طالبان» هجمات على القوات الأطلسية في أفغانستان، وهي المهمة التي يمتنع الجنرال كياني القيام بها، حيث رفض مناشدات شخصية من أوباما وقادة عسكريين أميركيين ودبلوماسيين قضوا ساعات كثيرة معه في نُزَه خاصة ولعب الغولف وشرب الشاي وركوب طائرات المروحيات معه. وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك دفع مسؤولين استخباريين أميركيين إلى الاعتقاد بأن كياني لن يغير رأيه الآن. وذكر مسؤولون أن كياني الذي يُعَدّ المسؤول الأكثر أهمية حتى من رئيس الوزراء الباكستاني يوسف جيلاني في ما يتعلق بالقرار العسكري، لا يثق في الدوافع الأميركية، وأنه يراهن في موقفه لتفادي الخسارة في حال فشل الاستراتيجية الأميركية حيال أفغانستان.
وقالت الصحيفة إنه بينما تعتقد حكومة أوباما أن المقاومة الأفغانية كعدو لها ستهزم بنحو سريع ومباشر، فإن كياني ومعه المؤسسة الباكستانية ينظران إلى حركة «طالبان» التي تقود المقاومة الأفغانية كقوة دعم لباكستان في صراعها مع الهند.
وقد سبق لحكومة أوباما أن أشادت بالجنرال كياني لدى قيام الجيش الباكستاني بعمليات عسكرية في عامي 2009 و 2010 ضد المسلحين القبليين المؤيدين لطالبان الأفغانية في وادي سوات وجنوب وزيرستان، وزادت الولايات المتحدة من مساعداتها العسكرية والاقتصادية لباكستان، إلا أن واشنطن شعرت بالإحباط لرفض كياني شن هجمات برية على مواقع «طالبان» الأفغانية و«القاعدة» في شمال وزيرستان.
وقالت الصحيفة إن نشر موقع ويكيليكس لبرقيات دبلوماسية أميركية قد أثار غضب كياني، حيث صورت تلك البرقيات على أنه أكثر حميمية إلى حد بعيد بالأميركيين ومتورط أكثر بنحو عميق في سياسات باكستان أكثر مما يوحيه المظهر الخارجي لشخصيته الذي صيغ بعناية على الصعيد المحلي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في إحدى البرقيات التي أرسلتها السفارة الأميركة في إسلام آباد إلى واشنطن العام الماضي، نقل عنه أنه بحث مع مسؤولين أميركيين إطاحة محتملة للرئيس الباكستاني آصف زرداري واستبداله.
وقالت الصحيفة إن الحكومة الأميركية التي تسعى إلى تعزيز مكانة الحكومة المدنية (الضعيفة) في إسلام آباد تعرف أن قائد الجيش الباكستاني هو الأكثر قوة ونفوذاً في باكستان وهو الذي يقرر في النهاية النتائج المطلوبة.