قرّر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس تعيين السناتور جون كيري، وزيراً للخارجية خلفا لهيلاري كلينتون، حسبما أعلن مسؤول رفيع في البيت الأبيض لوكالة «فرانس برس»، فيما دافع مقر الرئاسة الأميركية عن عضو مجلس الشيوخ الجمهوري السابق تشاك هاغل، في وجه منتقديه ممن هاجموا سجلّه بشأن إيران وإسرائيل، في محاولة لتبديد احتمالات ترشيحه وزيراً للدفاع. وبشأن تعيين كيري، أوضح المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قرار الرئيس الأميركي بتعيين كيري في منصب وزارة الخارجية بعدما انسحبت سوزان رايس، نتيجة لضغوط من الجمهوريين بسبب تصريحاتها التي اعتبرت الهجوم على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية في ايلول الماضي، بأنه «ليس بالضرورة اعتداء ارهابياً» وانما نجم على الأرجح عن «تظاهرة عفوية تطورت».
وكيري، الذي لم يحالفه الحظ في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2004 أمام جورج بوش والبطل الحاصل على وسام في حرب فيتنام قبل أن يصبح «مناضلاً» ضد الحروب، هو سناتور ماساتشوسيتس (شمال شرق) منذ عام 1985. وقد بلغ أخيراً التاسعة والستين من العمر.
وبحكم ترؤسه منذ أربع سنوات للجنة الشؤون الخارجية المهمة في مجلس الشيوخ خلفاً لنائب الرئيس الحالي جو بايدن، لدى كيري بالفعل دراية واسعة بالملفات الدبلوماسية وكان مبعوثاً لأوباما في ملفات حساسة وخاصة في باكستان.
ويخضع تعيين شاغلي المناصب الحكومية الأميركية لموافقة مجلس الشيوخ، حيث يملك الديموقراطيون غالبية بسيطة وليس غالبية موصوفة لازمة لمنع أي عرقلة محتملة من المعارضة.
من ناحية ثانية، ونظراً لاعتبار هاغل الأوفر حظاً لتولي منصب وزارة الدفاع، فقد انضمت الإدارة الأميركية إلى حلفاء يحتشدون وراء تأييده في مواجهة هذا الهجوم الذي تتزعمه بعض الجماعات المؤيدة لإسرائيل والمحافظون الجدد، إلّا أن من بينهم أيضاً رفاقاً سابقين في الكونغرس.
وهذه هي المرة الثانية منذ اعادة انتخاب أوباما لفترة ولاية ثانية الشهر الماضي، والتي يجد فيها البيت الأبيض نفسه مضطراً للدفاع عن مرشح الى الإدارة لم يستقر الرأي بعد على ترشيحه، مما يمثل مدعاة للاحباط لمستشاري الرئيس.
وقالت مصادر على دراية بعملية إعادة تشكيل الفريق الأمني القومي، إن معاوني أوباما كانوا بصدد اتمام هذه العملية بحلول يوم أمس، لكن مع انشغال أوباما في مواجهة مسألة «الهاوية المالية» إضافة إلى الجدل المثار بشأن هاغل، فقد يُرجأ هذا الإعلان، وهذا من الأمور التي تزيد المخاوف.
ويقول بعض زعماء اليهود الأميركيين إن هاغل، الذي ترك مجلس الشيوخ عام 2008 كان يقف في وجه مصالح إسرائيل في بعض الأحيان، وصوّت عدة مرات ضد فرض عقوبات أميركية على إيران، وأدلى بتصريحات تتسم بالاستخفاف عن نفوذ «جماعات الضغط اليهودية» في واشنطن.
وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، بجلاء مدى تمسك أوباما بالسناتور السابق، الذي مُنح أوسمة بوصفه أحد قدامى المحاربين في فيتنام.
وقال كارني من دون أن يقر بأن مسألة هاغل قيد البحث كي يخلف وزير الدفاع ليون بانيتا «حارب السناتور هاغل وأراق دمه من اجل بلاده. أبلى بلاءً حسناً في سبيل بلاده. انه سناتور ممتاز». ولم يتعرض بالذكر لأي انتقادات محددة موجهة لهاغل.
وكان أوباما نفسه هدفاً لانتقادات من جانب بعض زعماء اليهود لنهجه المتعلق بإسرائيل الحليفة المقربة لواشنطن، لا سيما في ضوء علاقاته المتوترة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا سيما حول طريقة التعاطي مع الملف النوي الإيراني.
(أ ف ب، رويترز)