نواكشوط | وسط تطورات دولية وإقليمية مُعقّدة بسبب تداخل المصالح، بدأ الإخوان المسلمون في موريتانيا برعاية قطرية أمس في نواكشوط المؤتمر العام لحزبهم، فيما وجه الإعلام الموريتاني نقداً لاذعاً للمؤتمر. وشكّل المؤتمر مناسبة للتواصل بين مختلف التيارات الإسلامية المحسوبة على إمارة قطر، ما حدا بوسائل إعلام موريتانية الى التساؤل عما إذا كانت العاصمة الموريتانية باتت قبلة للتيارات الدينية. الإعلام الموريتاني انتقد المؤتمر، وتساءل عن سبب الاهتمام غير المسبوق لقناة «الجزيرة» بمؤتمرات الأحزاب، وهي التي لم يسبق لها أن بثت عن مؤتمرات الأحزاب الموريتانية. لكن، على ما يبدو أن الإمارة النفطية قد وظّفت مكتب فضائيتها في نواكشوط لتغطية خاصة عن الحدث، وتم تعزيز المحطة بعناصر أوفدتهم الدوحة الى موريتانيا خصيصاً لتغطية المؤتمر. وسرق الحضور الإسلامي الأضواء من المؤتمرين، فيما انتهز زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي المؤتمر لترهيب دول عربية لم يسمّها بالاسم، معتبراً أن فوضاها آتية.

وفيما أشاد الإخوان المسلمون بأهمية «الربيع العربي»، قال الغنوشي إن رياح التغيير ستشمل كل الدول العربية، داعياً الحكام العرب إلى الاستجابة لشعوبهم حتى يجنبوها الثورة. وأضاف «إن على الجميع أن يعلم أننا في زمن التغيير، زمن الحرية والديموقراطية، فالتغيير إما أن يأتي من داخل الأنظمة، أو سيجتاحها السيل كما اجتاح أنظمة أقوى وأشد في بلداننا العربية».
وقال الغنوشي إن بلاده «تونس بل وكل دول الربيع العربي لا تزال في مرحلة تحول، لكننا ماضون في المصالحة الوطنية لتجاوز المرحلة»، مضيفاً إن «الربيع العربي، الذي أوصل الإسلاميين إلى الحكم، يُعدّ ثمرة من ثمار يأس الشعوب العربية من الإصلاح والتنمية في ظل الأحكام الديكتاتورية التي دمرت اقتصاد الشعوب وأذلّتها».
من جهته، ذكر رئيس حزب الإخوان المسلمين في موريتانيا، محمد جميل ولد منصور، أن «الربيع العربي» كان بالغ التأثير بسبب العوامل الداخلية، مبيّناً ما وصفه بحرصهم على الإصلاح، ومبرّراً تغيّر مواقفهم السياسية.
ويرى المراقبون في نواكشوط أن إخوان موريتانيا نجحوا في احتضان جماعات الإخوان من مختلف الدول العربية والإسلامية في هذا المؤتمر، الذي يشارك فيه إضافة إلى إخوان سوريا وتونس الرجل الثاني في حركة حماس موسى أبو مرزوق، وآخرون يمثلون تيارات إسلامية تنعت بأنها تابعة لقطر.
وفيما يوظّف زعماء التيارات الإخوانية برامج عملهم ويتبادلون الأدوار خلال المؤتمر الذي سيُختتم غداً السبت، يبدو أن إخوان موريتانيا لا يتوقعون تغييرات كبيرة منه، وبات من شبه المؤكد أن رئيس الحزب متمسك بمنصبه بالرغم من التظاهر بالتناوب السلمي على السلطة.
ويعاني ولد منصور حملة إعلامية وشعبية غير مسبوقة بعد حنثه اليمين بالقسم من أن رئيس البلاد محمد ولد عبد العزيز لن يحكم منذ إصابته قبل شهرين وهو ما لم يحصل.