قال الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس، إن إيران ليست من دعاة الحرب ولكنها سترد بحزم على أي اعتداء، فيما اختبرت طهران اطلاق صاروخ «شلمجه» ذي المدى المتوسط بنجاح من منظومة «مرصاد» الصاروخية خلال مناورات سلاح الجو شرق البلاد. ولفت الرئيس الإيراني، في كلمة خلال ندوة تحت عنوان «الوحدة والانسجام الوطني لشبّان إيران الإسلامية»، إلى أن «إيران أعلنت أكثر من مرة أنها لا تريد البدء بالحرب أبداً»، غير أنها «سترد الصاع صاعين لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء عليها».
وتأتي تصريحات نجاد وسط استمرار المناورات الضخمة في منطقة بيرجند شرق البلاد، والتي بدأت الإثنين الماضي. وذكرت وكالة «مهر» الايرانية للأنباء أنه تم في اليوم الثالث من مناورات «المدافعون عن سماء الولاية – 4» اطلاق صاروخ «شلمجه» ذي المدى المتوسط بنجاح من منظومة «مرصاد» الصاروخية أمس، حيث اصاب هدفه وهو طائرة من دون طيار ودمرها.
وتم صنع هذه المنظومة المنتجة محلیاً على نطاق واسع من قبل مؤسسة الصناعات الدفاعیة التابعة لوزارة الدفاع واسناد القوات المسلحة، ودخلت الخدمة بتسلیمها الی مقر الدفاع الجوي للجیش الایراني. وبامكان هذه المنظومة رصد واستهداف الطائرات المتطورة المقاتلة وقاذفة القنابل فی الارتفاعات الواطئة والمتوسطة.
في غضون ذلك، قام نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، الذي يمثل روسيا في مجموعة «5+1»، بزيارة مفاجئة لطهران، حيث التقى كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي.
وتأتي هذه الزيارة في حين تستأنف ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) مفاوضاتهما لايجاد حل لأزمة الملف النووي، لكن لم يحدد بعد أي موعد لهذه المباحثات.
وفي موازاة ذلك يتوقع ان يستأنف ممثلو الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران مباحثاتهما في طهران في 13 كانون الأول المقبل.
من ناحية ثانية، أكد المرشد الأعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي، انه لا ينبغي الخوف من القيود خلال الحديث عن الحرية، مقرّاً بوجود فراغ كبير رغم وجود وفرة كبيرة في المصادر الإسلامية بشأن الحرية. ودعا الى «سد هذا النقص عبر إعمال الفكر والبحث عن أجوبة لجميع التساؤلات المطروحة في موضوع الحرية، لبناء منظومة متناسقة في هذا المجال». وأفادت وكالة «مهر» الايرانية للأنباء بأن كلام خامنئي جاء في اطار الملتقى الرابع للافكار الاستراتيجية للجمهورية الاسلامية.
من جهة ثانية، قال وزیر النفط الإيراني، رستم قاسمي، إن العالم لا یمكنه الاستغناء عن نفط بلاده. ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) الى قاسمي قوله «يتمتع النفط الإيراني بتأثير متميز في الاقتصاد العالمي، بسبب جودته وتأثيره المباشر على أسعار النفط في الأسواق العالمية». وأضاف أن تحديد النفط الإيراني أو إخراجه «من الأسواق من شأنه ان یترك آثاراً سلبیة علی أسعار النفط، و بالتالي یؤثر سلباً علی المستهلكین». وقال «إن العقوبات المفروضة علی إيران ستخلق مشاكل للجمیع»، متهماً الغرب بالعمل «علی فرض العقوبات علی إيران بصورة مبرمجة».
وتابع قاسمي أن إيران تنوي تطبيق نظام الحصص على امدادات وقود الديزل للحد من تفشي عمليات تهريب الوقود الشحيح لدول مجاورة، مشيراً إلى أن «الحكومة تتكبد دعماً هائلاً لقطاع الطاقة ما أدى لظاهرة تهريب منتجات النفط». وقال إن إمدادات الغاز من تركمانستان توقفت بسبب نزاع على الشروط.
إلى ذلك، لقي عشرة أشخاص مصرعهم في حادث تحطم مروحية في شمال شرق ايران، حسبما اعلنت وكالة «ايسنا» الطلابية. وكانت الطائرة تحمل جرحى حادث مروري عندما اصطدمت بخطوط كهرباء توتر عالي نتيجة ضعف الرؤية الناجم عن الضباب الكثيف في المنطقة، حسبما اوضحت الوكالة نقلاً عن مدير الطوارئ في مدينة مشهد، رضا نجاد.
(أ ف ب، مهر، إرنا، رويترز، يو بي آي)