المشاركة في الانتخابات الاميركية، أياً كانت، رئاسية أو تشريعية أو محلية، محصورة دوماً بالناخبين الذين يسجلون أسماءهم لدى السلطات المختصة، أي إنّه لا يحق لمن ينسى تسجيل اسمه قبل المهل المحددة من كل ولاية أن يشارك. ولكن من بين هؤلاء المسجلين لاحظ مكتب «تعداد السكان في الولايات المتحدة» (United States Census Bureau) أنّ هناك من لا ينتخبون حتى في الانتخابات الرئاسية، التي هي الأهم بطبيعة الحال. وقد أجرى الباحثان في المكتب، توم فايل وسارة كريسي، دراسة بين الناخبين المسجلين للوقوف على أسباب امتناعهم عن التصويت رغم تكبّدهم عناء التسجيل، إذ صوّت 89 في المئة من الناخبين المسجلين في انتخابات 2008، مع امتناع 11 في المئة عن التصويت، كلّ لأسبابه.
وقد جاء انشغال الناخبين يوم الانتخابات في المرتبة الأولى بين الأعذار المختلفة التي قدموها، مع 17.5 في المئة، فيما قال 14.9 في المئة إنّهم كانوا يعانون من مرض ما خلال الانتخابات الماضية ولم يصوّتوا. الرقم المثير كان تصريح 13.9 في المئة عدم اهتمامهم بالانتخابات، رغم تسجيلهم كناخبين، ولذلك فقد امتنعوا عن الإدلاء بأصواتهم. في المقابل، قال 12.9 في المئة إنّ الخيارات المتوافرة أمامهم لم تعجبهم، إن على مستوى المرشحين أو البرامج التي يطرحها هؤلاء، ولذلك ارتأوا عدم المشاركة. 8.8 في المئة قالوا إنّهم كانوا خارج الولاية أو البلاد يوم الانتخابات، ولم يفكروا في التصويت المبكر، فيما أعلن 6 في المئة أنهم عانوا من مشاكل في آلية تسجيل أسمائهم ولم يكتشفوها سوى يوم الانتخاب. 2.7 في المئة لم يعجبهم مكان التصويت المخصص لهم، فلم يتكبّدوا عناء التنقل للاقتراع، فيما أعلن 2.6 في المئة أنه لم يكن يتوافر لديهم وسائل نقل ليوم الانتخابات للتوجه إلى مراكز الاقتراع. والعدد نفسه من الناس قالوا إنّهم نسوا أن يصوّتوا بكل بساطة، فيما كانت الأحوال الجوية سبباً وراء امتناع 0.2 في المئة من الناخبين المسجلين عن التصويت. وبالطبع، في الانتخابات الحالية ستكون هذه النسبة أعلى نظراً الى تبعات «ساندي».
ولاحظ الباحثان أنّ خيار الانشغال يوم الانتخاب كان الأكثر اختياراً بين الناخبين من أصول آسيوية أو لاتينية. ويعود ذلك إلى اضطرار هذه الفئة من الناس الى العمل يوم الانتخاب، وعدم قدرتهم على التعطيل لكونهم الفئة الأقل كسباً للدخل في الولايات المتحدة، أو الأكثر تعرضاً ربما للتمييز في أماكن العمل على حساب المجموعات العرقية الأخرى. ومن بين الممتنعين بسبب الانشغال كان هناك 26.9 في المئة من أصول آسيوية، و24.8 في المئة من أصول لاتينية، فيما كانت نسبة السود والبيض في هذه الفئة 16.9 و16.2 في المئة تباعاً.
لكن في المقابل، كان البيض هم الفئة الأكبر ممن اختاروا سبب عدم اقتناعهم بالناخبين أو برامجهم، إذ شكلوا 15.2 في المئة من المجموع، تلاهم الناخبون من أصول لاتينية مع 7.6 في المئة، والآسيويون والسود مع 4.5 و4.3 في المئة تباعاً.
وكان لافتاً أنّ 46 في المئة من بين من لا يتسجلون للانتخابات يرون أنّ الانتخابات والسياسة هي أمور لا تعنيهم، فيما 4.2 في المئة مثلاً لا يعرفون كيف يتسجلون أو أين يفعلون ذلك. في المقابل، قال 4 في المئة إنّ أصواتهم لا تؤثر في النتيجة النهائية ولذلك لا يشعرون برغبة في المشاركة. وقال 14.6 في المئة إنّهم لم يستطيعوا التسجيل قبل انتهاء المهلة المحددة لذلك من قبل الولاية، و1.4 في المئة أعلنوا أنّ ضعف لغتهم الإنكليزية منعهم من التسجيل.