غزّة | في الوقت الذي يُشغَل فيه الأميركيون والعالم العربي بالانتخابات الرئاسية، لا يعوّل الفلسطينيون كثيراً عليها، فهم يرون كلا المرشحين، الديموقراطي باراك أوباما والجمهوري ميت رومني، وجهين لعملة واحدة، وأن الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل لن يتزحزح، سواء فاز الأول أو الثاني. لكنهم، مع ذلك، يميلون إلى الرئيس الأسود، لأنهم يخشون تطرّف رومني. ويقول المواطن عصام الشوا (45 عاماً) لـ«الأخبار» إن اختيار أوباما سيكون استمراراً لحالة الركود السياسي على الساحة منذ تولى رئاسته. ويرى أن «صورة رومني هي الأوضح، إذ إنه سيكون أكثر وضوحاً من أوباما في احتضان إسرائيل والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وهو يشكل بذلك خطراً أكثر من أوباما».
من جهته، يتابع نبيل أبو دية (37 عاماً) الانتخابات الأميركية عبر شاشة التلفاز الموجودة في محله التجاري وسط مدينة غزة. ومن خلال متابعته لمناظرات أوباما ورومني، يتفق أبو ديه مع الشوا، ويقول إن «أوباما في أيلول 2009 ألقى خطاباً شهيراً في جامعة القاهرة بشأن الدولة الفلسطينية والاستيطان، ولكن للأسف كل هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح، ولم نر إلا انحيازاً كاملاً لإسرائيل».
مع ذلك، يبدو أن الفلسطينيين أقرب إلى أوباما منهم لرومني، الذي أدلى بتصريحات متطرفة خلال حملاته الانتخابية، معلناً أن القدس هي عاصمة إسرائيل وسط تصفيق حار من مستمعيه الإسرائيليين، متجاهلاً الحق الفلسطيني والعربي في المدينة المقدسة، مقدّماً نفسه كأوثق حليف لإسرائيل. وكانت ردود الفعل الفلسطينية حادّة على مواقف رومني، وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، إن من يتحدثون عن حلّ الدولتين يجب أن يعرفوا أنه لا يمكن أن تكون هناك دولة فلسطينية بلا القدس. وأوضح أن ما يفعله رومني هو مجرد الترويج للتطرف والعنف والكراهية تجاه الفلسطينيين. ولهذا تفضل الطالبة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية هناء الحايك، تجديد ولاية أوباما مرة أخرى؛ «لأنه أخفّ الضررين».
أما عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» صلاح البردويل، فيؤكد لـ«الأخبار» أن «تجربتنا مع الانتخابات الأميركية والإدارات المتعاقبة تخضع لاستراتيجية واحدة، وهي أكثر عمقاً من هذا الحزب أو ذاك، وخاصة تجاه قضية فلسطين؛ فعلى مدى أعوام لم تنصف الرئاسات الأميركية الشعب الفلسطيني؛ لأن واشنطن تضع نُصب عينيها حماية إسرائيل والاستفادة من هذا الكيان في حماية مصالحها في المنطقة».