أوضح الجيش السوداني أمس، أن زيارة سفينتين عسكريتين إيرانيتين للسودان تأتي لتبادل الخبرات في إطار العلاقات الودية، وتعبيراً عن متانة العلاقات بين القوات البحرية السودانية والقوات البحرية الإيرانية، بينما دعت إيران دول المنطقة إلى منع إسرائيل من استخدام أجوائها لشن هجمات على دول أخرى. وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، عن أسفه لتكرار الانتهاكات الإسرائيلية للدول المستقلة «في ظل الصمت الغربي والدولي»، وذلك في إشارة إلى الغارة الإسرائيلية الجوية على مصنع للأسلحة في جنوب الخرطوم الأسبوع الماضي. ودعا دول المنطقة إلى «منع الكيان الإسرائيلي من استخدام أجوائها لشن اعتداءات على‌ الدول الأخرى؛ للحيلولة دون تكرار مثل هذه الخروق».
ونفى مهمانبرست، في مؤتمره الصحافي، وجود أي علاقة لإيران بمصنع اليرموك السوداني الذي تعرض للقصف الأربعاء الماضي، واتهمت الخرطوم إسرائيل بقصفه. وقال إن إسرائيل تستخدم «هذه الذريعة للتغطية على جرائمها»، معتبراً أنها تمر «بأزمة خانقة وأضعف من أن تتمكن من شن هجوم على إيران». وأضاف أن «ادعاءات الكيان الإسرائيلي وتهديداته بضرب إيران مؤشر على خوفه والظروف السيئة التي يمر بها» .
وكانت وزارة الخارجية السودانية قد نفت أول من أمس، وجود أي صلة لإيران بمجمع اليرموك للصناعات العسكرية، فيما اتهم السودان إسرائيل بالوقوف وراء قصف المجمع في هجوم أدى إلى سقوط قتيلين، وهدد بالرد في المكان والزمان اللذين يراهما مناسبين. لكن إسرائيل رفضت التعليق على اتهام الخرطوم لها بقصف المجمع.
من جهة ثانية، قال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العقيد الصوارمي خالد سعد، أمس، إنه في إطار العلاقات الودية والنيات الحسنة للبحريات العسكرية الدولية ومهماتها الأمنية والدبلوماسية، تزور ميناء بورسودان في الفترة من 28 إلى 31 تشرين الأول الحالي، سفينتان من البحرية العسكرية الإيرانية.
وأضاف أن الزيارة تأتي «في إطار تبادل العلاقات الودية التي تعبّر تعبيراً صادقاً عن متانة العلاقات بين القوات البحرية السودانية والقوات البحرية الإيرانية، التي تدعم كذلك العلاقات السياسية بين الدولتين والتقارب الدبلوماسي، حيث يمثل ظهور ووجود هذه السفن في المياه الإقليمية والموانئ البحرية السودانية دعماً قوياً للعلاقة بين الدولتين سياسياً وأمنياً ودبلوماسياً». وأضاف الصوارمي أنه خلال هذه الزيارة «ستناقَش العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين القوات البحرية السودانية والقوات البحرية الإيرانية وتبادل الخبرات». وأكد أن الزيارة تشكل أيضاً «فرصة لضباط القوات البحرية السودانية وطلاب الدراسات البحرية لرؤية الاسلحة المتطورة وتجهيزات هذه السفن التي ستكون مفتوحة لعامة المواطنين».
وذكّر بأن هذه الزيارة ليست الأولى، فقد سبقتها عدة زيارات من مختلف الدول مثل باكستان والهند ومصر، كانت من حيث الغرض تصب في نفس هذا الهدف الذي من أجله رست السفن الإيرانية الآن في ميناء بورسودان.
وكانت إيران قد أعلنت أول من أمس، أن حاملة المروحیات «خارك» ومدمرة «الشهید الأميرال نقدي» توجهت إلى السودان «بهدف إعلان رسالة السلام والصداقة وحفظ أمن خطوط النقل والملاحة البحریة لمواجهة ظاهرة القرصنة البحریة».
وأفادت قناة «برس تي في» الإيرانية الناطقة بالإنكليزية بأن العديد من السفن الحربية الإيرانية وصلت الاثنين إلى ميناء سوداني، تنفيذاً «لاستراتيجية جمهورية إيران الاسلامية بتوسيع انتشارها البحري في المياه الدولية»، مشيرة إلى أنهما كانتا قد أرسلتا الى جيبوتي في ايلول الماضي «حاملتين رسالة ايران للسلام لدول المنطقة، كذلك فإنهما تؤمنان ممر السفن في مواجهة ارهاب قراصنة البحر».
وجاء الربط بين صناعة السلاح السودانية وايران بعد اتهام الخرطوم لإسرائيل بقصف مجمع اليرموك للصناعات العسكرية الذي يقع في قلب العاصمة السودانية ليل 23 الجاري بصواريخ أطلقتها أربع طائرات.
(أ ف ب، يو بي آي)