واصل الرئيس الاميركي، باراك اوباما، جولته الانتخابية الماراتونية، أمس على ثماني ولايات حاسمة سعياً إلى تعبئة الناخبين لصالحه فيما يشهد السباق إلى البيت الابيض تنافساً حاداً. وبدأ اوباما جولته، التي تستمر 40 ساعة وتتواصل ليلاً ونهاراً، ويعود إلى واشنطن في وقت متأخر الخميس، في ايوا حيث قال للناخبين إن بإمكانهم الوثوق به، داعياً اياهم إلى انتخابه. وفي كاليفورنيا، التي تعتبر عموماً مؤيدة للديموقراطيين، ظهر اوباما في برنامج «جاي لينو» منتقداً رجل الاعمال دونالد ترامب الذي اعاد احياء الجدل حول مكان مولد الرئيس الاميركي. وهاجم اوباما فريق رومني بعد التصريحات عن الاغتصاب، قائلاً «لا اعلم كيف يأتي هؤلاء الاشخاص بمثل هذه الافكار ... الاغتصاب هو الاغتصاب، إنه جريمة». وحذر من أنه ليس من اختصاص السياسيين أن يتخذوا قرارات عن النساء تتعلق بأجسادهن وخياراتهن الصحية.
وشارك اوباما في لاس فيغاس في تجمع تحت شعار «صوتوا مبكراً» في مسعى من فريق حملته إلى دفع الناخبين إلى صناديق الاقتراع من أجل تأمين الاصوات اللازمة في نيفادا. وانتقل الرئيس على متن الطائرة الرئاسية «اير فورس وان» أمس الخميس شرقاً للمشاركة في تجمع في اكبر الولايات الحاسمة، فلوريدا.
من جانبه، واصل المرشج الجمهوري ميت رومني ايضاً جولاته وزار ولايات رينو ونيفادا وايوا سعياً للتأكيد أنه يمكنه الحفاظ على تقدمه في استطلاعات الرأي خلال الايام الاخيرة من الحملة. وقال رومني «إن حملة اوباما تتداعى لأنه ليس بإمكانها ايجاد برنامج عمل لمساعدة العائلات الاميركية»، مضيفاً «انا متفائل ليس فقط ازاء الفوز ... لأننا سنفوز». لكن امال رومني بشن هجوم مدمر على الرئيس بسبب ادائه الاقتصادي شهدت نكسة اخرى بسبب موقف الحزب الجمهوري حيال قضايا المرأة والاجهاض.
ويركز رومني في هذا الوقت كل جهوده على اوهايو فقط حيث يقوم بجولة في حافلة في انحاء الولاية ويشارك في ثلاثة تجمعات انتخابية.
من جهة أخرى، حذر مستشار اوباما، جيف بايدر، من أن رومني سيثير توترات مع الصين في حال انتخابه لا سيما بعد تعهده باعتماد نهج متشدد معها في مواضيع مثل التجارة او حقوق الانسان.
وهاجم بايدر الذي كان ابرز مساعدي اوباما حول شؤون شرق آسيا حتى السنة الماضية ويعمل حالياً في لجنة تابعة للحملة الانتخابية، تعهد رومني الذي كرره عدة مرات بأنه سيصف الصين مباشرة، في حال انتخابه، بأنها دولة تتلاعب بالعملة.
وخلال النقاش الذي نظمته اللجنة مع كلية الدراسات الدولية في جامعة جون هوبكينز، لم يستبعد بايدر استخدام التهديد بالقيام بمثل هذا العمل للضغط على الصين، وقال إن بكين «لن تقف مكتوفة الايدي» نظراً لأن قيادة جديدة ستتولى السلطة في 2013، مضيفاً «سيرد الصينيون هذا اكيد. وذلك سيسيء إلى العلاقات الثنائية من اليوم الاول». من جهته، شدد آرون فريدبرغ من لجنة العمل حول شؤون آسيا ــ المحيط الهادئ في حملة رومني، على أن الولايات المتحدة يجب الا تكون «مشلولة» تحسباً للرد الصيني، وأكد أن اعتبار الصين دولة متلاعبة بالعملة لن يؤدي إلى توتر وإنما «سيضع الصين في حالة انتباه، وستبدأ عملية مناقشات وبعدها مفاوضات بين الولايات المتحدة والصين».
في اطار آخر، اظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «ابسوس» لصالح وكالة «رويترز» تقدم رومني بفارق واحد في المئة على اوباما في سباق رئاسي محتدم قبل اقل من اسبوعين على الانتخابات.
إلى ذلك، اعلن اوباما أنه يفضل بقاء وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، في حال اعيد انتخابه لكنه قال إنها قررت «رغم توسله»، الا تبقى في هذا المنصب. وأضاف اوباما في برنامج تلفزيوني تبثه شبكة «ان بي سي» أن كلينتون «قامت بعمل رائع، وارغب فعلاً في بقائها»، موضحاً في الوقت نفسه أنه يتفهم سبب مغادرتها.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)