اتهم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أمس، الولايات المتحدة واسرائيل بإذكاء الانقسامات بين المسلمين لتغيير مسار «الحركات الإسلامية المهمة»، فيما عبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، عاموس يدلين، عن تأييده لمحادثات بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووي الإيراني، ووصف محادثات كهذه بأنها تشكل فرصة لإسرائيل.
وقال خامنئي في رسالته السنوية للحجاج الإيرانيين الذين سافروا الى السعودية لأداء الفريضة «في استغلال لعدم الاكتراث.. تحاول أميركا الفاسدة وحلف شمالي الأطلسي والعملاء الصهاينة تغيير مسار الحركة التي تشبه الطوفان بين الشبان المسلمين ووضعهم في مواجهة بعضهم مع بعض باسم الإسلام». وأضاف «إنهم يحاولون تحويل الجهاد ضد الاستعمار والصهيونية إلى إرهاب أعمى في الشوارع، حتى يريق المسلمون بعضهم دماء بعض».
ونقل التلفزيون الإيراني الحكومي عن خامنئي قوله «تبذل القوى المتعجرفة العدوانية التي تتدخل في شؤون الآخرين كل ما في وسعها لتغيير مسار هذه الحركات الإسلامية المهمة» في اشارة الى ثورات الربيع العربي.
أما يدلين، الذي يرأس «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب، فقد قال في مقال نشره في الموقع الالكتروني للمعهد، أمس، إن مفاوضات بين واشنطن وطهران تشكل تطوراًُ إيجابياً في المنطقة وعلى إسرائيل ألا ترفض إجراءها، حتى لو فشلت.
وعلق يدلين في مقاله على تقرير «نيويورك تايمز» الأسبوع الماضي التي قالت إن الولايات المتحدة وإيران توصلتا خلال اتصالات سرية بينهما إلى تفاهمات بشأن البرنامج النووي الإيراني وشملت إجراء حوار بين الجانبين بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية مباشرة. وقال يدلين إنه في حال تبين أن ذلك صحيح فهو يعكس تحولاً في السياسة الأميركية التي ترفض إجراء اتصالات مع الإدارة الأميركية حول برنامجها النووي.
ورأى يدلين أن «تراجعاً كهذا من جانب القيادة الإيرانية عن تصريحاتها يشكل اشارة إلى أن الضغوط بدأت تحقق نتائج وتحدث تغييراً حقيقيا في السياسة الإيرانية».
وأضاف يدلين أنه في حال حققت الاتصالات الأميركية ــ الإيرانية تقدماً، فإن «ثمة احتمالاً للتوصل إلى اتفاق مقبول، وهذا بحد ذاته أفضل من بدائل متطرفة تتمثل بصنع قنبلة (نووية إيرانية) أو قصفاً (للمنشآت النووية)».
وتابع أنه «إذا انتهت المفاوضات المباشرة بين طهران وواشنطن.. بدأت فعلاً وانتهت بالفشل، فسيتعزز الادعاء بأن البدائل فشلت، باستثناء البديل العسكري، ولذلك ينبغي وقف البرنامج النووي الإيراني بوسائل عسكرية».
ودعا يدلين إلى إجراء هذه المفاوضات من خلال الإشراف على أنشطة المنشآت النووية الإيرانية لكي لا تمنح المفاوضات وقتاً إضافياً لإيران من أجل أن تستمر في تخصيب اليورانيوم وتحصين المنشآت وجعلها منيعة أمام هجوم عسكري محتمل.
وخلص يدلين إلى أنه «يحظر على إسرائيل رفض خطوة قد تبدأ في إطارها، بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، محادثات مباشرة بين طهران وواشنطن حول البرنامج النووي العسكري الإيراني، وتكمن في تحول كهذا فرص للغرب عموما ولإسرائيل للتوصل إلى بديل أفضل من مهاجمة إيران أو من الاستسلام لوجود قنبلة إيرانية».
من جهة ثانية، اتهم رئيس الوفد الايراني الى الجمعية العامة الـ127 للاتحاد البرلماني في كندا، النائب ايراج نديمي، وزير الخارجية الكندي جون بايرد، بأنه «شتم» الاسلام وكذلك اكثر من مليار مسلم في خطاب القاه الاثنين الماضي.
وقال نديمي في تصريح لوكالة «فرانس برس» إن «الوزير الكندي سمح لنفسه بتقييم ديانتنا التي ينتمي اليها اكثر من مليار شخص في العالم»، متسائلاً «هل توجد قوانين تتيح لأي كان شتم هذه الديانة او تلك؟».
وفي الواقع، فإن بايرد لم يشر مباشرة الى الاسلام او المسلمين في خطابه ولكنه اتهم ايران «بعدم التسامح الديني» وقمع المسيحيين والبهائيين.
وأعرب الأمين العام للاتحاد البرلماني اندريس جونسون، عن «أسفه» للوفد الايراني بالنسبة للشكل وليس المضمون في خطاب بايرد، حسبما اوضحت متحدثة باسم المنظمة البرلمانية.
ويشارك في الجمعية العامة للاتحاد البرلماني المنعقدة في كيبيك حتى اليوم نحو 1400 برلماني من العالم بأسره بينهم 8 من ايران.
إلى ذلك، قال نائب وزير النفط الإيراني أحمد قلعة باني، إن إيران تنوي خفض صادرات الخام إلى ما بين 1.3 و 1.4 مليون برميل يومياً خلال بضعة أشهر.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)