كشف الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، مجدداً على الملأ خلافاته مع السلطة القضائية، التي يسيطر عليها المحافظون في النظام الإيراني، بعدما مُنع من زيارة سجن ايفين، حيث يُعتقل أحد مستشاريه، علي أكبر جوانفكر. وأتى هذا التطور الإيراني الداخلي بالتزامن مع تحذير وزير النفط رستم قاسمي أمس، من أن طهران قد توقف تصدير النفط إذا تزايدت الضغوط من جراء العقوبات الغربية على بلاده. ونشر نجاد على موقع الرئاسة رسالة شديدة اللهجة وُجّهت إلى رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، بعد رفض القضاء زيارته لسجن ايفين في العاصمة طهران، حيث يُحتجز مستشاره الصحافي، ووصف لاريجاني بأنه منحاز.
وفيما يؤكد نجاد أن الدستور يمنحه حق زيارة السجون، برر المسؤولون في جهاز القضاء رفضهم بالقول إنه ينوي من خلال الزيارة الدفاع عن جوانفكر، الذي يرأس بدوره وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إرنا).
ورأى المسؤولون أيضاً، أن على الرئيس أن يهتم بتسوية الأزمة الاقتصادية الخطيرة الناجمة عن العقوبات الغربية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي. لكن نجاد تساءل في رسالته إلى لاريجاني: «إذا كنتم تتهمون الرئيس بهذه السهولة فكيف يمكن المواطن العادي أن يأمل الإفادة من الإجراءات القضائية التي يُفترض أن تحميه؟».
كذلك أكد أن حل المشاكل الاقتصادية للبلاد يمر عبر «مراقبة تطبيق القضاء، وخصوصاً الأسلوب الذي يلاحق به بعض الأشخاص المتورطين في حالات الفساد الاقتصادي». وهذا تلميح إلى أن القضاء قد يكون متسامحاً مع الأشخاص المتورطين في الفضائح إذا كانوا مقربين من خصوم الحكومة.
ومنذ أيلول الماضي يمضي جوانفكر، عقوبة بالسجن ستة أشهر في إيفين لنشره معلومات «تنافي الأخلاق الإسلامية» و«إهانة شخص مرشد الجمهورية الإسلامية» علي خامنئي.
في هذا الوقت، أكد وزير النفط الإيراني، خلال حديث مع الصحافيين في دبي، أنه «إذا تزايدت حدة العقوبات فسنوقف تصدير النفط». وقال قاسمي: «أعددنا خطة لإدارة البلاد من دون أي إيرادات نفطية»، مضيفاً: «حتى الآن لم نواجه أي مشاكل خطيرة، لكن إذا تكررت العقوبات فسنلجأ إلى الخطة البديلة. إذا واصلتم زيادة العقوبات فسنقطع صادراتنا النفطية عن العالم... نأمل ألا يحدث ذلك؛ لأن المواطنين سيعانون. لا نريد أن يعاني المواطن الأوروبي والأميركي»، مشيراً الى أن فقد الخام الإيراني سيقود إلى ارتفاع أسعار النفط في السوق.
وقال قاسمي إن ايران تنتج أربعة ملايين برميل من النفط يومياً، نافياً معلومات تحدثت عن خفض إنتاجها إلى 2,7 مليون برميل يومياً، حسبما ذكرت وكالة «إنسا» للأنباء. ونفى قاسمي أيضاً تراجع الصادرات الإيرانية في أيلول إلى نحو 860 ألف برميل يومياً، كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة، في مقابل 2,2 مليون برميل يومياً أواخر 2011.
في المقابل، حمل وزير الخارجية الكندي جون بيرد، بعنف من جديد على النظام الإيراني خلال افتتاح أعمال الجمعية العامة الـ 127 للاتحاد البرلماني في كيبيك، حيث يشارك ثمانية نواب إيرانيين. وفي خطاب ألقاه أمام نحو 1400 برلماني من جميع أنحاء العالم، عبر بيرد عن الأسف لانتهاكات حقوق الإنسان والتعصب الديني في إيران. واتهم طهران بأنها تشكل «التهديد الرئيسي للسلام والأمن في العالم» وتغذي الكراهية ضد اليهود وتدعم مجموعات إرهابية.
وعلى الفور، احتج رئيس الوفد الإيراني ايرج نديمي برفع لوحة تحمل اسم بلده. وبعد ذلك قال نديمي لوسائل الإعلام الكندية إنه يتساءل بماذا سيشعر بيرد اذا استخدمت إيران منبراً دولياً لدعم الاستقلاليين الكيبيكيين.
(أ ف ب، رويترز، مهر)