أعلنت طهران، أمس، أنها تصدّت لهجوم سايبري عبر الإنترنت استهدف منصات نفطية قبالة الساحل الإيراني في الخليج، فيما كشفت وزارة الأمن الإیرانیة عن استراتیجیة من زوايا مختلفة لزعزعة الاستقرار في إیران من قبل أمیركا.
وجاء في تقریر وزارة الأمن، الذي نشره الموقع الإعلامي للوزارة بعنوان «لنعرف السیدة جیلیان برنز، مسؤولة الشؤون الإیرانیة في مجلس الأمن الأمیركي، بصورة أفضل»، أنه بعد النجاحات الأخیرة التي حققها رجال الأمن في البلاد باعتقال 20 من العناصر الضالعين في عملیات اغتیال العلماء النوویين في إيران، فقد تصاعدت تحركات الدول الغربیة للتعویض عن هذه الهزیمة الأمنیة، وأن تعیین جیلیان برنز كأول مسؤولة لشؤون إیران في مجلس الأمن الوطني الأمیركي، مؤشر لهذه المحاولات، حسبما نقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء.
في غضون ذلك، ذكر «مهر» أن الخبراء والمتخصصين في شركة نفط الجرف القاري الإيرانية، تمكنوا من إحباط هجوم سايبري واسع ومخطط من قبل أفراد في إسرائيل على المنشآت النفطية الإيرانية. وكشف رئيس تكنولوجيا المعلومات في شركة النفط البحري الإيرانية، محمد رضا غولشاني، أن هجوم الإنترنت استهدف شبكات معلومات المنصات البحرية قبالة الساحل الإيراني، مضيفاً إن «هذا الهجوم خطط له النظام الذي يحتل القدس (المحتلة) وبضع دول أخرى»، وإن خبراء إيرانيين تمكنوا من صد الهجمات.
وتابع غولشاني «في الوقت الراهن يتم تشغيل التلفونات على المنصات وفي مناطق عمليات النفط والغاز الإيرانية في الخليج الفارسي بشكل طبيعي وليس هناك مشاكل». وأوضحت وكالة «مهر» أن الهجمات السايبرية قد تصاعدت خلال الأشهر الماضية على شبكات الاتصالات والإنترنت وكبرى شركات النفط والغاز في الشرق الأوسط، كشركة النفط الوطنية الإيرانية وشركة أرامكو السعودية وشركة الغاز القطرية.
وفي الأسبوع الماضي، قال مسؤول إيراني إن مهاجمي الإنترنت استهدفوا البنية الأساسية وشركات الاتصالات الإيرانية، ما أدى إلى تعطيل الإنترنت في أنحاء البلاد.
من ناحية ثانية، شدد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، على ضرورة توفیر الاستقرار والهدوء في السوق، قائلاً إنه «ینبغي على جمیع أجهزة الدولة التعاون مع بعضها بعضاً لإحباط تأثیرات العقوبات والحرب الاقتصادیة التي یشنها الأعداء». وأضاف، خلال اجتماع الحكومة أمس، إنه ینبغي على جمیع أجهزة الدولة التصرف بمسؤولیة في ظل تجنب الخلافات الداخلیة وتحمیل الحكومة المسؤولیة.
في هذه الأثناء، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، انتقاده لفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات أحادية الجانب على إيران. وقال، أمام جمعية الأعمال الأوروبية في روسيا، «لدينا تعاون وثيق مع الاتحاد الأوروبي حول إيران في إطار السداسية. غير أن الاتحاد الأوروبي بات يتبع موضة فرض العقوبات الأحادية الجانب، بينما كانت الولايات المتحدة هي من تشتهر بذلك في السابق، لكن رد فعل الاتحاد الأوروبي بات أشد منها». وقال «هذا الأمر لا يتطابق ومبدأ الشراكة، فإذا كنا قد اتفقنا على موقف جماعي، فكان الأحرى بنا أن نكون مخلصين لهذا الموقف وألا نضيف شيئاً جديداً».
من جهة ثانية، أنهت شركة «سيسكو سيستمز» شراكة مبيعات قديمة مع «زد.تي.إي كورب» عقب تحقيق داخلي في ادعاءات بشأن بيع الشركة الصينية المنتجة لمعدات الاتصالات، أجهزة شبكات من إنتاج «سيسكو» لإيران.
واتفقت «زد.تي.إي» العام الماضي على شحن منتجات تكنولوجية أميركية بملايين الدولارات، بما في ذلك أجهزة تحويل من إنتاج سيسكو إلى وحدة تابعة لكونسورتيوم يسيطر على شركة الاتصالات الإيرانية». واستدعت التقارير إجراء تحقيقات داخلية في الشركات المعنية، فضلاً عن تحقيقات من وزارة التجارة الأميركية ولجنة من الكونغرس ومكتب التحقيقات الاتحادي.
وقالت لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، في مسودة تقرير، إنه يجب استبعاد شركتي «زد.تي.إي» و«هواوي» الصينيتين من السوق الأميركية، لأن النفوذ الرسمي الصيني المحتمل عليهما يشكل تهديداً أمنياً. ونفت الشركتان الاتهامات.
الى ذلك، قال مسؤولون أتراك في قطاع الطاقة إن تدفق الغاز الإيراني عبر خط أنابيب إلى تركيا قد توقف بسبب انفجار في شرق تركيا في الساعات الأولى من أمس. وقال المسؤولون، مشترطين عدم نشر أسمائهم، إن الانفجار وقع في منطقة دوجو بايزيد التابعة لمحافظة أجري في شرق تركيا.
(رويترز، يو بي آي، مهر، إرنا)